جميل جدا ان يحاول الاتحاد السعودي لكرة القدم النهوض باللعبة والخروج بها من دائرة الاخفاقات على صعيد تنظيم المسابقات محليا والفوز بالبطولات خارجيا، والاجمل من ذلك عندما يطالب الاتحاد بالشفافية والابتعاد عن المركزية في القرار وترك الاندية هي من يقرر الكثير من الخطوات ولكن من غير الجميل ان يعتري هذه الخطوات الكثير من التناقضات التي تتنافى والعمل الاحترافي الذي ينادي بها الاتحاد وترفع شعاره هيئة المحترفين (سابقا)، ولعل ابرز هذه التناقضات الاعلان عن تغيير مسمى هيئة المحترفين الى رابطة للاندية السعودية المحترفة اسوة بما هو في انجلترا والدول المتقدمة كرويا، ثم نجد تعيين الرئيس بقرار من اتحاد الكرة بينما النظام يقول ان الاعضاء في الجمعية هم من يصوت لاختيار الرئيس الامر الذي يعني ان تحديد مصير هذه الرابطة واتخاذ قراراتها ليس بيد الاندية التي لم تستشر على الرغم من اي قرار يفترض ان يكون من يصدره هي الرابطة، ثم ان النويصر والكل يعرف هذه الشيء ليس من ضمن الاعضاء المنتخبين في الاتحاد امثال محمد السراح وطارق كيال وغيرهم من الاسماء التي فازت بالانتخابات، انما من المعينين وهذا يتنافى وقانون الانتخابات وحرص الاتحاد القارية على تكريس الثقافة الانتخابية ونحسب ان النويصر يفهم هذا الشيء من خلال اطلاعه على الكثير من اللوائح والانظمة، وهذا يجرنا الى ربطه بأن معظم المناصب التي يتولاها النويصر بالترشيح وليس بالانتخاب، وحتى معظم المناصب التي يتولاها سعوديون في اللجان وبعض الاتحادات الدولية نجدها مع الاسف بالترشيح وليس بالانتخاب، إذن الامر يتعلق بقناعة من بيده الترشيح. ما يحدث يتنافى ونظام الانتخابات.. وتخفيض عدد «الأجانب» خطوة جديدة في طريق التخبط ان اردنا ان يكتمل النجاح لابد ان نعمل اولا على تكريس ثقافة الانتخاب التي هي حق لاندية الرابطة لأن تنتهجها وان يكون لها دور في اختيار الرئيس ونائبه والمدير الا اذا كان قانون الاتحاد لدينا يختلف عن قانون الاتحادات والجمعيات الاخرى فهنا يحق لنا ان نعمل بمعزل عن الاتحاد الآسيوي و(الفيفا) ولاندعي احترافيتنا التي ضاعت بين الكثير من المسميات والقرارات والخطوات غير المحسوبة، ثم هل مجرد تغيير المسمى الى رابطة يعني الانفكاك من الاتحاد السعودي ام مجرد قرار على الورق فقط وان اي قرار لابد من موافقة الاتحاد السعودي؟ يقول العزيز النويصر انه خلال الفترة الماضية كان بعيدا عن الاعلام من اجل اعادة درس ما يتعلق بالهيئة والوضع الرياضي لتطويره، والذي نعرفه انه الى فترة قريبة كان هناك مداخلات واستضافة عبر بعض البرامج القريبة من الهيئة والتي تدافع عنها ولاتقبل ان تمس، ويشير الى أن من انجازات الهيئة طلب عمل حساب لها وايجاد رعاة للاندية وتنظيم اعلامي ومؤتمرات قبل وبعد كل مباراة وامور فنية وادارية وتطوير في الملاعب وان المنتجات كانت معدومة قبل مجئ الهيئة، ومع الأسف اننا لم نلمس تجسيد هذا الشيء على ارض الواقع بل ان ثلثي الاندية دون رعاة والبعض يعيش ازمات مالية كبيرة والدليل تصريحاتها ضد الهيئة؟! ويؤكد ان نسبة نجاح عملها وصلت الى 60 بالمائة وهل هذه الدرجات شملت البنية التحتية للملاعب والبوابات الالكترونية التي لم تصل وتوفير الشروط المناسبة التي تكفل المحافظة للاندية السعودية على مقاعدها في دوري المحترفين الاسيوي والتجاوب مع مطالب الاندية وليس على طريقة التعامل مع نجران والاتفاق والفيصلي والتعاون وعبارة (دوروا لكم رعاة) واذا جاءت براعٍ لاتتم الموافقة عليه! كنا نترقب نتائج اجتماع اتحاد الكرة اول من امس ونمني النفس بأن تصدر قرارات صريحة وملزمة دون عبارة (سنضع الآلية)، بدلا من الاعلان عن قرارات ترك امر تنفيذها مفتوحا لاليات لم تحدد حتى الآن، كان يفترض ان لايجتمع الاتحاد واللجان المعنية ويعلن عن اي قرار الا بعد اخذ مشورة الاندية ويكون جاهزا للتنفيذ فالذي نعرفه انه لايمكن الاعلان عن اي قرار استراتيجي الا ان يكون مبنياً على خطة واضحة ويفهما الجميع وليس مجرد عناوين اهملت ادق التفاصيل. ونصل الى تخفيض عدد اللاعبين الاجانب بحجة اتاحة الفرصة للاعب المحلي على امل الاحتراف الخارجي فلم يكن قراراً موفقا خصوصا ان هناك اندية مرتبطة بعقود تمتد لاعوام مع لاعبين مقابل ملايين الريالات لأن في ذلك تخبطاً وعشوائية ودليلاً على اننا نجيد الاعلان عن القرارات ولكننا لانعرف كيف ننفذها، ومثل ما تطرق له الزميل عبدالوهاب الوهيب أمس فإن اسبانيا فازت بكأس العالم وجل لاعبي انديتها "اجانب" بمعنى ان ذلك لم يحل بينها وبين التطوير والارتقاء بمسابقاتها والاداء الفني لأنها دول تعمل للنجاح وليس بنظام العشوائية واسلوب المجاملات، تصوروا أن فريقاً سعودياً يلعب في دوري آسيا او اي بطولة خارجية، ويواجه اندية نصف قائمتها لاعبون اجانب، اين التكافؤ؟ ومادام الحديث عن "الاجنبي" ومحاولة اكتشاف المواهب من خلال تخفيض عدد "الاجانب" فهذا يجرنا للسؤال عن نتائج الاكاديميات التي اعلن عنها في وقت سابق اين نتائجها ام انها مجرد قرارات لاتنفذ؟ ثم يشير الاتحاد السعودي الى ان خفض العدد يعود الى المبالغ الكبيرة دون مردود فني ايجابي على الاندية فهل الاتحاد هو من يدفع جل هذه العقود؟ اما انها من الشرفيين في الاندية والرعاة والمداخيل التي تتعب الادارات من اجل توفيرها؟ وبالنسبة لدوري الاولى للمحترفين فهو الآخر ولد يوم الاربعاء ولكن لم يعرف المتابع وحتى الاندية المعنية ماهي آلية تنفيذه وهل سيكون بلاعبين اجانب ام بمحترفين محليين؟ ثم كيف يقر والدوري على مستوى اندية الممتاز (14 فريقا) لم ننجح في تنظيمه وادارته بالشكل الصحيح فما بالك بدوري يضم (16 فريقا)، من المفترض ان يكون الاتحاد اجتمع بالاندية المعنية للتشاور على كل ما يتعلق بهذا الدوري وعن طريقة اقامته والرعاة وهل سيكون بلاعبين محليين ام يتم دعم الاندية بلاعبين اجانب؟ ومن ثم اعلان ذلك بصفة نهائية والخوف ان يمر الوقت دون ان يوجد الاتحاد او رابطة الاندية المحترفة آلية تساهم في نجاحه، تصوروا لو لم تجد هذه الاندية راعياً وامتنعت الشركات عن الاستثمار فيه، هل يصرف عليه الاتحاد وكيف يطلق عليه اسم (الاندية المحترفة) دون رعاة، نعتقد ان في ذلك ورطة كبيرة للاندية والاتحاد..! اما الاعلان عن (صندوق الوفاء) فهذا يجرنا ايضا للتساؤل ما مدى اختلافه عن صندوق اللاعب الذي اعلن قبل اعوام طويلة، ولم نلمس نتائجه والخوف ان تمر اعوام دون ان يؤدي الغرض الذي انشئ من اجله، وآمل ان تذهب التوقعات هبأ منثور؟ وبالنسبة لمكبرات الصوت فظننا ان الاتحاد السعودي بدلاً أن ينشغل بما هو اهم وان يعمل على كيفية اعادة المقعد الآسيوي المسحوب والبنية التحية للملاعب ولماذا العزوف الجماهيري اذا به يشغل نفسه بهذا "المكبر" بعدما أكد ان منعه جاء وفق قرارات الاتحاد الدولي، وكأننا بذلك نكسر تعليمات (الفيفا) ولانعترف بها ونطبقها ضمن الدول التي تبحث عن الاحتراف الحقيقي في كل شيء وليس فوضى ومجاملات!! مكاشفة ناقصة يؤكد الاتحاد السعودي على المكاشفة والوضوح بهدف التقدم الى الامام وتجسيد الثقة الكبيرة بينه وبين الاندية والاعلام والوسط الرياضي فهل سيأتي اليوم الذي يعلن اتحادنا العزيز مع نهاية كل موسم عن قيمة العقود واوجه الصرف والمداخيل الاخرى بدلا من احاطة ذلك بالسرية والكتمان وترك ابواب التساؤولات مفتوحة؟، هل يعلن عن قيمة عقد "زين" وعقد تويوتا والعقود الاخرى بأثر رجعي، نحن لانشكك في الذمم ولكننا نطالب ذلك تمشيا مع الشفافية التي يؤكدها الاتحاد السعودي ويطالب بها على لسان رئيسه الامير نواف بن فيصل، هو يطالب الاعلام بالصدق والحياد والبعد عن التعصب للاندية والمساعدة في دعم رياضة الوطن وهذا جميل جدا، لذلك من حق الاعلام هو الآخر ان يطالب بالكشف عن قيمة جميع العقود. ختاما وحتى لانجحف بحق الاتحاد السعودي وقراراته الاخيرة فإن العمل على زيادة مداخيل الاندية والعزم على استضافة نهائيات آسيا للكبار 2019 والشباب 2013 قرارات مميزة لاسباب من ابرزها ان الاندية اصبحت تعاني من الازمات المالية ومن حقها ان يكون لها نصيب من العقود والرعايات، ثم ان السعودية لم تستضف بطولات كبيرة منذ كأس العالم للشباب وبطولة القارات قبل 18 عاما ان لم تخني الذاكرة فضلا عن كون ذلك يفرض تحسين البنية التحتية للملاعب وكل شيء مرتبط براحة الجماهير.