استمتعت القيادة السورية إلى حديث المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان، ولم تصغ إلى طلباته المتحورة حول وقف العنف ضد المدنيين، إذ كثف الجيش السوري أمس هجومه على ريف إدلب شمال غرب البلاد غداة مقتل ما لا يقل عن تسعين شخصا بينهم منشقون، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر مدير المرصد رامي عبدالرحمن في تصريح صحافي أن «قوات عسكرية وأمنية نظامية اقتحمت قرية الجانودية التابعة لجسر الشغور وبدأت حملة مداهمات واعتقالات»، وذلك غداة اقتحام القوات السورية النظامية مدينة إدلب التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش وعناصر منشقة عنه. وأضاف أن «اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعات منشقة والقوات النظامية السورية في قرية الجانودية ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من القوات النظامية وإعطاب ناقلة جند مدرعة». وأشار إلى أن «الجيش يستعد لشن هجوم ضد المنشقين في منطقة جبل الزاوية» التي يتركز فيها عدد كبير من المنشقين. وتأتي عملية الاقتحام هذه بعد عشرة أيام على اقتحام قوات النظام لحي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) وانسحاب الجيش الحر منه. وفي دمشق تصاعدت حركة الاحتجاجات الليلية، إذ خرجت مظاهرات في كفر سورية والميدان وبعض الأحياء الأخرى تطالب بتسليح الجيش السوري الحر، فيما ردت قوات الأمن بإطلاق النار عليهم، وسط حالة استنفار أمني كثيف في أرجاء العاصمة. وأفاد ناشطون أن قوات الأمن أطلقت النار بشكل مكثف في أحياء جوبر وزملكا وحرستا، وتواصل إطلاق النار حتى ساعات متأخرة من ليل أمس الأول. من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاءها وشركاءها الدوليين بدأوا نقاشات جدية بشأن تدخل عسكري محتمل في سوريا، رغم مواصلتهم الضغط من أجل حلول غير عنيفة للأزمة. وقالت الصحيفة إنه «مع التقدم القليل الذي أحرز خلال الأسبوعين الفائتين منذ تعهد 70 دولة ومؤسسة دولية في تونس (مؤتمر أصدقاء سوريا) بتركيز جهودها على الجوانب الإنسانية والدبلوماسية (في سوريا)، هناك استعداد متزايد للنظر في خيارات إضافية أخرى». ونقلت عن مسؤولين من الولاياتالمتحدة ودول أخرى مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد، أن هذه الخيارات تتضمن تسليحا مباشرا لقوى المعارضة السورية وإرسال جنود لحراسة ممر إنساني أو «منطقة آمنة» للمتمردين، أو شن هجوم جوي على أنظمة الدفاع الجوي السوري.