طوت شفاعة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران، خلافا استمر ستة أعوام بين فخذين من قبيلة آل قريع، لم يكتب النجاح للعديد من المحاولات التي تمت سابقا لإنهاء الخلاف بين أفراد القبيلة في الحق الخاص، وأسفرت جهود أمير المنطقة عن تنازل كل من الطرفين تقديرا لوجاهة وشفاعة سموه. وثمن الأمير مشعل بن عبدالله موقف الطرفين وشهامتهما وسرعة التنازل من كل منهما، مؤكدا أن العفو والتسامح من شيم الرجال وهي لا تستغرب من أبناء الوطن الذين يثبتون يوما بعد آخر مواقفهم المشرفة الرائعة. وفي شرق منطقة عسير توافدت جموع القبائل صباح أمس إلى مركز طريب لتتويج مراسم الصلح وإسدال الستار على قضية آل كدم وآل خاطر، بعد أن أعفى الشيخ سعد بن عايض بن كدم في ساحة القصاص عن قاتل ابنه لوجه الله. وفي بداية مراسم الصلح أقبلت جموع القبائل مصطفين أمام منزل الشيخ سعد بن عايض بن كدم بطريب يتقدمهم الشيخ عبد الله بن فهد بن دليم والشيخ مناحي بن ذيب بن شفلوت شيخ شمل قبائل عبيدة وعدد من مشايخ وأعيان القبائل، وشكر الشيخ مناحي بن ذيب بن شفلوت، الشيخ سعد بن عايض بن كدم على العفو، وقال إخوانكم آل خاطر يقدمون لكم هدية مليونين وسيارة جيب لاند كروزر 2012 ،إلا أن الشيخ سعد بن عايض بن كدم رفض قبول أي هدايا وقال: نحن عفونا عن القاتل لوجه الله تعالى ولا نرجو إلا ثواب الله عز وجل، وبعد إلحاح الحضور من مشايخ وأعيان ووفود القبائل قبل آل كدم السيارة، ورفض المبلغ النقدي وهو مليونا ريال. وكان آل خاطر قد رفعوا الراية البيضاء لآل كدم على مدخل مركز طريب في تقليد قبلي تعارفت عليه القبائل في المنطقة؛ إثر موقف والد القتيل الذي تنازل عن قاتل ابنه في ساحة القصاص بعد تلاوة بيان وزارة الداخلية. ويمتد عمر هذه القضية لستة أعوام توالت محاولات أسرة القاتل في طلب العفو من أهل الدم دون جدوى، حتى أعلن والد القتيل العفو لوجه الله تعالى ودون مقابل.