العم فلان يبلغ من العمر 54 عاما، يعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومدخن، بدأت قصته عندما اشتكى من ألم في البطن لمدة 3 أشهر، في الأسبوع زادت حدة الآلام مع ارتفاع بسيط في حرارة الجسم وعدم القدرة على الأكل.. يتصل بابن أخيه الذي يعمل في أحد البنوك السعودية ويحكي له حكايته مع ألم البطن، فيذهب ابن أخيه إلى صيدلية ويحكي حكاية عمه لإخصائي الصيدلية (وافد من دولة عربية) ويقوم بوصف عدد 2 مضادات حيوية مع مسكن، بالإضافة إلى دواء لعلاج الحموضة، ويطلب من الشاب إحضار عمه المريض إلى الصيدلية في حال عدم تحسن حالته الصحية، في خلال 3 أيام يبدأ العم فلان العلاج ولكن الآلام تزداد مع ارتفاع شديد في حرارة الجسم فيقرر الذهاب بمفرده إلى مستشفى ويتم تحويله للجراح ويدور بينهما هذا الحوار: * الطيب (بعد أخذ التاريخ المرضي والفحص السريري للمريض): يا عم فلان سلامات إن شاء الله، لقد اطلعت على تحاليل الدم وتقرير الأشعة الصوتية وجميعها تدل على إصابتك بالتهاب في مرارة الكبد الصفراوية وتحتاج لعملية. ** المريض مقاطعا: لا.. ما عندي مرارة ولا شيء، بس اعطيني دواء وخليني في حالي.. ما عندي شيء، ما فيني إلا الخير إن شاء الله. * الطبيب: أيوه ياعم.. بس ترى اللي بتعملوا ده خطر على صحتك، ومنذ 3 أشهر وأنت تعاني من هذه المشكلة. ** المريض: أيش العلاج يا دكتور، بس ترى علاج الدكتور الأول (يقصد أخصائي الصيدلية) ما نفع معايا. * الطبيب: علاجك لازم يكون بعمل عملية واستئصال المرارة. ** المريض مقاطعا: وكيف أعيش بدون مرارة؟! تبوا تلطعوا فينا بس يا دكتور؟ وبعد أخذ ورد، يقتنع العم فلان بعمل العملية ويبقى توقيعه على إجرائها. * الطبيب: يا عم فلان ترى هذه العملية سهلة وتعمل بالمنظار الجراحي، ولكن كأي عملية لها مضاعفات قد تحدث لا سمح الله منها نزيف دم أو صفار في الدم نتيجة.. ** المريض مقاطعا: خلاص يا دكتور سوي اللي تشوفه قلي بس فين أوقع. * الطبيب: بس لازم يا عمي تكون عارف الأشياء دي كلها **المريض: يا دكتور عرفت خلاص، قلي بس متى موعد العملية؟ يعمل الجراح العملية مع اتخاذ كافة الاحتياجات، وبلطف الله تعالى يتماثل العم للشفاء بعد يومين ويغادر المستشفى ممتنا وشاكرا للدكتور. تمر 5 أيام، ويأتي ابن أخ العم فلان لزيارته ويلاحظ وجود صفار في العينين، ويقول مخاطبا عمه: أنا قلت لك يا عمي الجراحين هدول جزارين وما فيهم خير، هي شوف إيش عملك في العملية وايش رايح يجيك من هذا الصفار، ثم يذهب بعمه مسرعا إلى أخصائي الصيدلية ويشرح له حكاية عمه. يسأل الصيدلي: وهو مين أللي عملك العملية ده، بس بسيطة خذ الدواء ولو ما نفع تعالي تاني بعد يومين. يخرج العم من الصيدلية وهو مهموم وقلق على حالته، ويقرر الذهاب إلى مستشفى خاص آخر، وهناك يتم عمل اللازم، ويتضح أن هناك حصوات صغيرة في قناة مجري العصارة الصفراوية، ويتم عمل منظار عن طريق الفم وتزال الحصوات ويغادر المستشفى. بعد أسبوع نقرأ في صحيفة سعودية: «طبيب جراح يستأصل مرارة مواطن وينسى إزالة الحصوات» وأخرى تذكر:«عملية في البطن لمواطن تنتهي بمأساة حقيقية» والثالثة تقول: «مريض يدخل مستشفى لإزالة المرارة فيتم استئصال «الطحال» وفي بعض التعليقات على الخبر، نقرأ: «فين الوزير من ردع هؤلاء أللي يجربوا في البشر؟». وآخر يقول: «كل يوم حياة مريض تزهق، ولا يبون زيادة رواتب وبدلات». هذه القصة من نسج الخيال وغير حقيقية، ولكن ما أقرأه في الصحف اليومية يجعلني أجزم بأنها تقع في كل يوم أكثر من مرة. لم أقصد الإساءة لأي انسان، ولكن لو كل واحد فينا يعمل ويبدع في مجاله فقط، حنكون أفضل.