وقبل أن ألج في التفاصيل فإن الرادي يقصد به المذياع أو الراديو حسب تسميته الأجنبية، أما موضوع المقال فإنه يدور حول ما تنشره بعض الصحف عن تصاعد صور العنف في السنوات الأخيرة بين طلاب مدارس التعليم العام فلا يمر يوم حتى تنشر صحيفة أو صحف أخبار معارك دامية يستخدم فيها السلاح الأبيض والعصي والحجارة، يكون أبطالها طلابا مراهقين في المتوسطة أو الثانوية، وأحيانا تؤدي المعارك إلى وفاة أحد المشاركين فيها بطعنة في الصدر أو الظهر فتكبر المشكلة وتتضخم المأساة وتصبح جريمة عظمى نتائجها وعواقبها معروفة، وقد وجدت أن بعض الذين يتحدثون عن هذه المشكلة يحملون الإعلام المرئي وما يبث فيه من مواد إعلامية تشجع على العنف مثل الأفلام البوليسية أو الدرامية والمصارعة الحرة والمسلسلات الاجتماعية المتخمة بصور العنف والقسوة كل المسؤولية مهملين عوامل أخرى قد تكون هي السبب الأساسي في نشوء مشكلة العنف بين الطلاب الفتيان الشباب بعضهم ضد بعض، وربما ضد معلميهم داخل أو خارج المدرسة. وأنا هنا لا أنفي أن للإعلام المرئي دورا في ترسيخ ثقافة العنف، ولكن ما هو رأي الذين يحملون هذا النوع من الإعلام كامل المسؤولية، لو أنني أعدتهم لما يزيد على أربعين عاما إلى الوراء قبل التلفاز وقبل الفضائيات عندما لم يكن لدى الأسر غير المذياع ولا شيء غير المذياع الذي تستخدم لسماعه حاسة السمع وكانت برامجه هادئة مسالمة بسيطة. ومع ذلك فقد كان جيلنا معتادا على رؤية الطلاب من زملائنا الأشاوس القادرين على العراك وهم يستخدمون آلات حادة في معارك شبه يومية ضد من يتحداهم من أمثالهم «في الصرفة!»، وكان من بين تلك الآلات الحادة التي تغوص في لحوم المتعاركين آلة «الفرجار أو البيكار» ، وكان بعضهم يستخدم «المقلمية» وهي سكين صغيرة تطوى لتبدو أصغر من حجمها ولكنها سكين مؤذية تخترق اللحم وتقطع الشرايين، إضافة إلى العصي والحجارة وما بينهما، فلو كان الإعلام المرئي وحده هو سبب العنف لما ظهرت صوره المشار إليها في تلك السنوات البسيطة، وقد خفت إلى حد ما صور العراك والدماء بين طلاب المدارس في فترة من الفترات على الرغم من بدء انتشار التلفاز والفضائيات وأفلام الفيديو ونحوها، ولكن المعارك والمضاربات عادت في الآونة الأخيرة على أشدها ولا بد من أن للعنف المبثوت في الإعلام بكل أشكاله دورا في نمو العنف ولكنه ليس وحده المسؤول، فابحثوا معي عن الأسباب الأخرى لعل ذلك يؤدي إلى بدء العلاج!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة