تقديم الاستقالات فردية كانت أم جماعية وقت حدوث الإخفاقات والفضائح هو في واقع الأمر خطوة اختيارية كمفهوم عام، لكنها وبكل المقاييس التزام أخلاقي للوطن والمجتمع واعتراف (مبطن) بحدوث خطأ ارتكبته منظومة العمل أياً كان الموقع أو المسمى. إن الاستقالة الجماعية لاتحاد كرة القدم لم تكن بالخبر العاجل وذلك عطفاً على الانحدار المتوالي والمتسارع والذي جعل المنتخب السعودي ضمن العشرة المتأخرين في قائمة المائة، ولكن ما يثير التعجب هو التوقيت الذي تأخر أكثر من عشر سنوات كانت كرة القدم السعودية في أمس الحاجة لمن يصحح المسارات ويرسم خارطة طريق وفق أطر علمية احترافية لا تخضع للاجتهاد والترقيع والوعود السرابية. إن الحراك الرياضي وبمباركة من أرباب الاحتراف العشوائي أوجد الكثير من التشوهات والعاهات الشبه مستديمة استعصى علاجها نتيجة (تشويش مقنن) مارسه مستنفعون أحالوا الوسط إلى سوق أسهم ومضاربات لم تفلح (المسطرة) في كبح جماحه أو كشف حقيقة فقاعة الصابون المتضخمة! لقد كان الإعلام بكافة قنواته و(كتائبه) مرتعاً خصباً لنمو المتطفلين والذين أضروا كثيراً بالصالح العام على حساب مكاسب شخصية حاولت (الأبواق) تصويرها على أنها مكتسبات حقيقية يجهل (حلاوتها) الحاسدون على حد قولهم، فكان نتاج ذلك كرة مستديرة خاوية تركلها أقدام هشة تدار بعقول يعشعش فيها صرير الملايين! إن استقالة اتحاد لعبة واحدة لا تكفي أبداً لانتشال رياضة البلاد من الإخفاقات فما زال هنالك قباطنة آخرون للحركة الرياضية يشكلون جذوراً ثابتة تساهم مع فروعها في الركض على مضمار الضياع والتعصب، من هنا فإننا سوف نرى المزيد من التشويش (المدروس) والذي بدأت تباشيره مع الثواني الأولى للاستقالة من خلال برامج وتصريحات وتلميحات يرى أصحابها أن الكعكة الدسمة قد انتهى طبخها وحان وقت ابتلاعها. SMS @ الإجابة على سؤال واحد كانت كفيلة لإظهار علامات التعصب على المسؤول والذي أختزل أسباب الخسارة في (لاعب واحد) متناسياً إن رحلة الضياع بدأت من الدمام وبمنظومة دفاعية يفضلها هو شخصياً وعلى رأسها حارس ناديه الأمين. @ التميز والتخطيط المدروس لرجالات المعسكر الهلالي يجبرنا على احترام عقليتهم المنضبطة ولكن نتحفظ كثيراً على انفلات ألسنة البعض منهم لحظة الخسارة، وكم أتمنى أن يعلم هؤلاء بأن الفريق الأزرق بجميع فئاته وفي كل ألعابه ليس معصوماً من تذوق مرارة الهزيمة. @ أكثر الكابتن سامي الجابر في تصريحاته من مقولة (كرة القدم فكر ومعطيات)، وتناسى أن هذه النظرية قد فطن لها رجال عظماء منذ أن كان لاعباً فشرعوا في بناء الأكاديميات الرياضية لهذا الغرض وتركوا للآخرين (الرغي) واستعراض المفردات. @ لقب أسطورة لا يمكن أن يتوج به من لم (يتجلى) بألوان الوطن، وأما رصف الحروف في شارع الصحافة فلن يصنع إلا خيال أسطورة داخل الشوارع الضيقة. @ عندما يقيم الأدنى الأعلى فأعلم بأنها القاضية.