إن النظام السوري فقد شرعيته منذ أن بدأ عملية إبادة شعبه . فعندما يمارس النظام الأسدي عملية قتل مبرمجة ويومية على مدار سنة كاملة، وبوتيرة مرتفعة يجب التخلص منه طوعا أو إكراها، كما جاء في موقف سمو الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية فقد حاولت الدول العربية ومجلس الأمن ولم يتمكنوا مجتمعين من وقف آلة القتل بسبب تعنت النظام وعنجهيته وإصراره على قتل شعبه . فبقي أمامنا إزالة النظام إكراها عندما وصل العنف لأقصى درجاته، وعطل عمل مجلس الأمن، وضرب بعرض الحائط جميع المبادرات العربية، فالإكراه يجب أن يطبق من خلال المبادرة العربية التي ذهبت إلى مجلس الأمن ولم توفق. لذلك جاء المطلب العربي بتشكيل قوة عربية دولية لتخليص الشعب السوري من آلة نظامه القاتلة أسوة بما حصل في يوغسلافيا. إن مواقف المملكة لطالما كانت متضامنة مع الشعب السوري تجاه القتل والإرهاب والظلم الذي مورس عليه من قبل النظام الأسدي، وتحديدا في فترة الأشهر الخمسة الأخيرة التي حاولت من خلالها المملكة ومعها الدول العربية تقديم الحلول تلو الحلول لوقف هذه المجازر ولم تجد نفعا، وآذانا صاغية من النظام. فذهبت الدول العربية إلى مؤتمر تونس تحت عنوان «أصدقاء سورية» على أمل إنقاذ الشعب السوري من هذه المجازر . وجاء موقف وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل مرة أخرى متميزا بإعلانه عدم مشاركة المملكة بأي عمل لن يؤدي إلى حماية الشعب السوري في وقت عاجل، وجاء هذا الموقف لأن المملكة تريد أولا إنقاذ الشعب السوري من الظلم الذي يتعرض له . وبعد مؤتمر تونس وقبله جاءت مبادرة الجامعة العربية متزامنة مع تعطيل قرارات مجلس الأمن، ويبدو أن الحل العسكري عبر تسليح المعارضة قد يكون هو الأنسب لتخليص وحماية الشعب السوري، بعدما رفض النظام الأسدي كل هذه الحلول، وتحصن بالفيتو الروسي الصيني لاستكمال عملية الإجرام الممارسة على شعبه؛ لأن هذا النظام بدأ يشعر بعزلته وبات محاصرا من كل القوى، فكانت محاولاته العسكرية المجرمة لإسكات الشعب السوري، إلا أن الشعب السوري العربي لن يسكت بالقوة، فقد مورست عليه قبل أربعين عاما كل الأساليب ليبقى صامتا.