يتهم النظام السوري المملكة ودول الخليج بأنها سعت منذ البداية لتدويل الأزمة السورية لتحقيق مخططات غربية في المنطقة؟! ويشهد الواقع بأن النظام السوري هو من سلّم بنفسه ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن عندما رفض علانية أكثر من مرة الوساطة العربية واعتبرها تدخلاً في الشأن السوري الداخلي.. ومؤامرة ضد سوريا؟! لقد كانت المملكة ودول الخليج هي من طرح المبادرة العربية وعملت على إنجاحها. وكان موقف المملكة واضحاً منذ البداية وذلك حين أصدر خادم الحرمين الشريفين في أغسطس 2011م بياناً حدد فيه الموقف السعودي من الأحداث في سوريا وكان همّه الرئيس وقف القتل والدماء وتفعيل الإصلاحات وتحكيم العقل قبل فوات الأوان. هذه المبادرة رحّبت بها دول الخليج وتبنّتها، ورحّبت بها دول العالم كلها، واعتبرها المراقبون مبادرة شجاعة تسامت فوق الخلافات التي كانت قائمة بين البلدين. وكان هدف المبادرة السعودية هو إنقاذ النظام السوري من نفسه والحفاظ على دماء الشعب السوري وحث الرئيس الأسد على البدء بإصلاحات فورية تتناسب مع تضحيات الشعب السوري وما أريق من دماء. ونظن أنه لو استمع الرئيس السوري بشار الأسد لنصائح الملك عبدالله منذ اندلاع شرارة الثورة في سوريا، ما كانت وصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن. فقد توسع الخرق على الراقع بعد أن اندفع النظام السوري بشكل جنوني نحو الحل الأمني. لقد كانت المبادرة العربية بمثابة إعطاء الرئيس الأسد طوق النجاة. لكن النظام السوري هو من سعى للإضرار بنفسه.. بنفسه. نافذة صغيرة: (لا حلول عربية بعد الآن في سوريا (...) لا نريد الحلول العربية).. وليد المعلم - وزير الخارجية السوري. [email protected]