تعتبر الأزياء النسوية الحجازية القديمة قصة أتقنت النسوة حياكتها حتى أصبحت سمة تفردن بها وأسسن على إثرها ثقافة متفردة لهن وحدهن، وتركزت ثقافة المرأة الحجازية في التعامل مع الأزياء التراثية على الاعتماد على النفس وذلك عن طريق «خياطة الملابس بنفسها نتيجة توارثها لمهنة حياكة الملابس من الأمهات أو الجدات وفي حال عدم تمكنها من الخياطة تستعين بنساء الجيران». وتذكر المهتمة بالتراث الحجازي التربوية هدى مهدي التي وثقت تراث الملابس الحجازية عبر متحف يضم كافة أشكال الملابس للسيدات والفتيات أن لبس المرأة الحجازية في المنزل مكون من السروال الحلبي المخطط الأبيض والبيج والسدرية تكون باللون الأبيض والأزارير العظم أو أزارير اليسر الأسود المطعم بالفضة أما بالنسبة للبنات في المنزل فكن يرتدين «الكرتة» عبارة عن فستان مزموم «ويلبس تحته» سروال طويل يسمى «بجامة» وبالإمكان أن تلبس الكرتة حين استقبال الضيوف في المنزل. وتضيف فيما يتعلق بالملابس أثناء الأفراح كانت النسوة يرتدين «فستان البرنسيسه» مع لبس المحرمة والمدورة على الرأس، إضافة إلى لباس يسمى «الثوب المسدح» ترتديه المرأة الحجازية عند الخروج للمناسبات والأفراح وغمرة العروس ويكون من عدة أنواع من الأقمشة أمثال الزبدة، والبوال، الأورقنزة، وعادة تلبس المحرمة والمدورة على الرأس للأمهات والخالات والعمات في الأفراح وحضور ما يسمى «بالنصة». وزادت مهدي ينطبق الحال على «غمرة العروسة» التي تعتمد على لبس الثوب المسدح، والبرنسيسة، والكرتة، فيما تنقل ملابس العروسة في مايسمى «البقشة» وتوضع في صندوق « سيسم» في بيت العروسة لأنه في ذلك الوقت لم تكن توجد دواليب لوضع الملابس، أما العروسة فترتدي الثوب الأبيض الثقيل ويكون مطرزا بالخرز والترتر. وتشير إلى أنه فيما يخص الملكة أو عقد القران فهناك ما يسمى «الملكة الشهري» إذ يحرص العريس على الذهاب لبيت العروس لعقد القران وتقديم المهر وتتم الزفة بالمعاشر والبواخر والأتاريك ويرتدي العريس الثوب المرصع بالأزارير والعمة على الرأس. ويصحب معه «الجسيس» الذي يغني الموال لأهل العروسين. فيما تناولت الباحثة في مجال التراث إعتدال عطيوي زفة العروس والتي كانت تنقسم إلى زفة الثعبان وترتدي العروس زيا فاخرا وتغطي وجهها بقماش التل الخفيف أو بالساري ويدخل ولد صغير لم يبلغ الحلم ويلبس العروسة سوار ذهب على هيئة شكل ثعبان وهذا لابد أن تقتنيه كل عروس ولهذه الزفة دق خاص يسمى «رجيعي» ترقص المدعوات وأهل العروس ويحملون إناء مغطى بمنديل فاخر يضعوا فيه المدعوات هدايا مادية تكون للزفافة ويكون هذا جميل على أهل العروس ويسمى «بخششة» وتقدر الزفة في ذلك الوقت بقيمة عشر ريالات ومن أشهر الزفافات خميسة وبناتها. أما بالنسبة «للرفد» فهو عبارة عن هدايا تقدم قبل الزفاف وبالنسبة للرجال فيتكون الرفد من الأرزاق مثل الشاي والسكر والأرز، أما السيدات فيقدمن الذهب والفلوس هدية للعروسة وعادة أهل العروس هم من يتولوا تكاليف ليلة الزفاف وبعد ذلك فهناك مايسمى «بالصبحة» كما يسميها «أهل جدة» ويقوم بعملها أهل العريس ويدعون المعازيم على العشاء ويهدون العروسة «تصبيحة» عبارة عن طقم ذهب.