تفاجأت المحكمة الجزائية المتخصصة بحضور عدد من أقارب المتهمين في خلية «اغتيال الفرنسيين» للترافع عنهم دون معرفتهم بإجراءات وأصول الترافع، ما استدعى قاضي الجلسة لإيضاح وشرح طريقة الترافع لهم، ناصحا إياهم عند عدم إلمامهم بأساليب الترافع والمحاماة بتوكيل محام متخصص إما على نفقتهم، وفي حالة عدم الاستطاعة يتم ذلك على نفقة وزارة العدل، فيما علل والد المتهم الأول تورط ابنه بسبب الطيبة. وعقدت المحكمة أمس الإثنين جلسة لثلاثة متهمين من أصل 14 متهما في خلية «اغتيال الفرنسيين» وهم المتهم (الأول والثاني والثالث) للاستماع لردودهم على التهم الموجهة لهم من الإدعاء العام حيث يبلغ إجمالي التهم الموجهة لهم 42 تهمة؛ وتسبب حضور أقارب المتهمين وعدم إلمامهم بطرق الترافع في عدم تقديم المتهمين الأول والثاني إجاباتهما على التهم؛ حيث طالب وكيل المدعى عليه «الأول» بأنه بحاجة إلى وقت إضافي ليتمكن من تقديم إجابته على الدعوى، وطلب تأجيل ذلك؛ بإضافة إلى طلب وكيل المدعى عليه «الثاني» وهو والده مهلةً إضافية لتقديم الجواب على الدعوى. أما المدعى عليه «الثالث» فقد قدم إجاباته على التهم الموجهة إليه مكتوبة بعد اعتذار محاميه عن مواصلة الترافع عنه دون أن يوضح الأسباب؛ فيما طلب توكيل والد المدعى عليه «الثاني» الحاضر للجلسة ليتولى الدفاع عنه بدلاً من وكيله السابق. وأوضح قاضي الجلسة للمدعى عليهم بأن المهلة التي أعطيت لهم كانت كافيةً لإعداد إجاباتهم على الدعوى وأن طلب مهل إضافية يعتبر إطالة ومماطلة، وقرر إعطاءهم مهلة أخيرة لتقديم إجاباتهم في الجلسة القادمة. يذكر أن الإدعاء العام وجه ضد 14 متهما الاتهام في جريمة اغتيال أربعة من المستأمنين والمعاهدين من الجنسية الفرنسية بتاريخ 8/2/1428ه وتهديد نسائهم بإطلاق النار عليهن، والانضمام لخلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي تزعمها وليد الردادي، واعتناقهم للمنهج التكفيري المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، وارتكابهم للعديد من الجرائم بالإضافة إلى قيامهم بعدد من الأدوار الجرمية لمصلحة تنظيم القاعدة الإرهابي. سيناريو الضبط ويعود سيناريو جهود رجال الأمن في القبض على جميع المتورطين بهذا العمل الإرهابي الجبان عبر التوصل لهم خلال ثمانية أشهر من ارتكاب عملهم الإجرامي وذلك مع كافة الأساليب التي استخدمها أعضاء هذه الخلية بالتخفي عن الأنظار في مناطق صحراوية شمال وغرب المملكة؛ حيث تعاملت وزارة الداخلية مع الأعمال الإجرامية بكل احترافية وشفافية وذلك بإظهار كافة التطورات في عملها الأمني للكشف عن مرتكبي تلك الأعمال الإرهابية. وقد بدأت الخلية المكونة من 14 شخصا والتي لها ارتباط بتنظيم القاعدة في السعودية عمليتها الإجرامية في 8/2/1428ه والتي أدت إلى مقتل أربعة رجال فرنسيين أثناء عودتهم من رحلة برية وتوقفهم للراحة في منطقة صحراوية تبعد 90 كلم عن المدينةالمنورة حيث كان معهم أسرهم المؤلفة من ثلاث نساء وطفلين. وفي يوم الثلاثاء 16/2/1428ه -أي بعد العملية بثمانية أيام- أعلنت وزارة الداخلية عن التوصل إلى أدلة وقرائن أدت إلى ضبط بعض المشتبه بهم؛ ودعوة كل من عبدالله ساير المحمدي وقريبه ناصر بن لطيف البلوي بتسليم أنفسهم لأقرب جهة أمنية في مدة لا تتجاوز الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي الأربعاء 17/2/1428ه, ليصدر بيانا في 22/2/1428ه يعلن فيه عن ضبط السيارة التي تم استخدامها في الجريمة. وفي الشهر التالي يوم 18/3/1428ه أعلنت وزارة الداخلية عن مقتل زعيم الخلية وأحد منفذي جريمة قتل الفرنسيين وليد الردادي وهو المطلوب رقم 34 في قائمة المطلوبين أمنيا ال36 في مواجهة مع رجال الأمن بعد رصده داخل موقع سكني شمال المدينةالمنورة؛ وفي غرة شهر ربيع الثاني من العام نفسه تم الإعلان عن القبض على ثمانية سعوديين ممن ارتبطوا بعلاقة مباشرة مع الجناة والطلب ممن تتوفر لديه معلومات عن كل من عبدالله ساير المحمدي وناصر بن لطيف البلوي وماجد بن معيض الحربي بالمبادرة بالإبلاغ عنهم لأقرب جهة أمنية. واستطاعت الجهات الأمنية من القبض على ماجد بن معيض الحربي في 10/5/1428ه في منطقة صحراوية جنوبي حائل بمسافة مئة كيلو متر تقريبا؛ وفي غرة رجب من العام نفسه أعلنت وزارة الداخلية عن القبض على ناصر بن لطيف البلوي في منطقة الجوف. وكان آخر من سقط في أيدي رجال الأمن من مرتكبي العمل الإجرامي في اغتيال الرعايا الفرنسيين عبدالله ساير المحمدي وذلك في 3/10/1428ه وتم ذلك في منطقة صحراوية وعرة بالقرب من مركز الجفدور إلى الشمال الغربي من المدينة. يذكر أن زعيم الخلية والعقل المدبر لها وهو وليد الردادي الذي يعد المطلوب رقم 34 في قائمة المطلوبين أمنيا ال36 والتي أعلنتها وزارة الداخلية في 22/5/1426ه حيث كان مطاردا لمدة عامين من تنفيذ جريمته الإرهابية مع أعضاء الخلية والذين يعلمون بأنه مطلوب للجهات الأمنية حيث كانوا يعملون على تخفيه عن رجال الأمن طيلة تلك الفترة حتى قيامهم بالعمل الإرهابي الجبان. مشاهدات حضر الجلسة ممثلو هيئة حقوق الإنسان ومراسلو وسائل الإعلام، وبعض ذوي المدعى عليهم. طالب موكلو المتهمين بإحضار الأدلة والبصمات قبل ردودهم على التهم مما استوجب توضيح القاضي لهم آلية الترافع وأساليبها؛ حيث لا يتم طلب مثل هذه الأدلة إلا بعد تقديم الردود. والد المتهم الأول يعلل تورط ابنه بسبب طيبته.
