رغم اندثار حرفة صياغة الفضة مع دخول الاكسسوارات الحديثة إلا أنه أصر على الاستمرار في صياغة أشكال متنوعة من الفضة لعشقه لهذه الحرفة التي يزيد عمرها عن 50 عاماً. إنه محمد العريفي امتهن حرفة، احترفها والده قبله، وورثها من بعده، ولم يبق من حي البسطة الأثرية وسط أبها، إلا محل متواضع يمارس فيه «مهنة بيع الفضة وملبوسات الفضة وطلاء الفضة، وإصلاحها وصيغتها والكتابة على الختوم خصوصاً لكبار السن لاستخدامها لصرف مرتباتهم. وقال «كانت من ضمن شروط المهور اللبات، الحزام المصفوح، حزام الرعاد، الأحزمة المصنوعة من ريالات الفضة من الأنصاف والريالات والأرباع، وأيضا كان هناك حزام قديم نادر يستخدمه الأهالي في حلي العروس يسمى المحوت ويجلب من اليمن ونادر جدا من يطلبه، وكان يطلبه الأثرياء، إضافة إلى المسك الفضية التي تلبس في اليد والحجل والتي توضع في القدمين وما يلبس في الصدر ويسمى اللبة، كل هذه الأشياء كانت في السابق مطلوبة، وكانت سوق البسطة تكتظ بالزوار والسياح من أجل شراء هذه المصوغات الفضية إما لغرض مهر وحلي الزوجات أو للاستخدام الشخصي والهدايا أو للتراث والذكرى، واليوم اندثرت هذه الموضة وطغت المنتجات المستوردة من الاكسسوارات والذهب على المنتجات الفضية، ولا يشتري الفضة إلى كبار السن والسياح للذكرى أو لتأمينها في بعض المتاحف الأثرية. وزاد: أصبح محلي وحيداً في حي البسطة، وليس هناك ما يشير إليه من لوحات إرشادية، وحتى اللوحة الموجودة مكتوبة باليد بالطلاء بالبويه، ومعظم المحلات التي كانت في نفس الحي أقفلت أبوابها لعدم وجود دخل مادي لتلك المحلات أو اهتمام بها. وطالب العريفي هيئة السياحة والآثار بلفت النظر لمثل هذه المحلات النادرة ودعم العاملين فيها للحفاظ على تراث وحرف الآباء والأجداد، وقال «نتطلع لتخصيص أماكن لبيع معروضات الحرف القديمة، ودعم القائمين على هذه الحرفة ضمن برامج الهيئة العليا للسياحة وجهاز السياحة في عسير بضفة خاصة»، مشيراً إلى أن دعم مثل هذه الحرفة يؤدي لزيادة مردودها المادي والتراثي.