تشتهر منطقة نجران بأصالة تراثها الممتد عبر العصور القديمة الذي يظهر جلياً في كل تفاصيل الحياة النجرانية الجمالية ، وما يميز هذه العراقة تشبث المجتمع النجراني بها في مسامراته وأسواقه القديمة. وقد كان للمرأة النجرانية لمسة حضارية أصيلة ظهرت في لباسها وفي حليّها الذي يتميز بنقوش الفضة بشكل يوحي باهتمام المجتمع بالمرأة وباهتمام المرأة بزينتها وجمالها حيث كانت المرأة النجرانية قديماً تلبس الثوب(المكمم) وهو ثوب يتميز باتساعه واتساع أكمامه وله تطريز خاص يحيط بالصدر وعلى الخصر, وكانت تلبس على رأسها (الخيط) أو ما يُسمى ب(القطابة) والخيط مصنوع من الصوف ومغزول يربط به الرأس بشكل لولبي متزن, ويوضع فيه بعض الحلي والحلقات الفضية. وتميزت صناعة الحلي في نجران أكثر من غيرها بالتركيز على الجانب الفني والجمالي؛ لذلك تنافس الصاغة في العناية بالتفاصيل الدقيقة من خلال الزخارف الجميلة, وإضافة مواد مختلفة لنفس الحلية جعلت من بعضها قطعا فنية رائعة, سواءً من الفضة أو الذهب وكذلك استخدام الأحجار الكريمة مثل الكهرمان والفيروز والعقيق الأحمر, والعقيق الأبيض, والأسود كما تنوعت الحلي فشملت القلائد المصنوعة من الخرز مثل الظفار بأنواعه, وكذلك اللؤلؤ رغم ندرته, والزجاج , وقد يضاف إلى بعضها عرى من الذهب أو الفضة. وفي محلات صناعة الحلي في البلد بنجران أوضح الصائغ أحمد علي قدرة, أن الحلي المصنوعة من الفضة هي الغالبية العظمى من زينة المرأة في نجران قديماً، فمنها ما يوضع حول العنق على شكل قلائد مثل (اللبّة) و(اللَازم) و(الصِمط) التي تحتوي على أهداب بأشكال مختلفة حسب ذوق الصانع, وتطلى بالذهب أحياناً, أو تطعم بفصوص بعض الأحجار الكريمة. ومنها ما يوضع على الرأس مثل الدنعة والحلق التي توضع على خيط الرأس بينما تتدلى الخروص بجوار الآذان. واشتهرت في نجران حلي الأيدي حيث يكثر استخدام أنواع متعددة من الحلي أبرزها (الحداود) و(المطال)و(الفتخة) وهي تصنع من الفضة وتحيط بالمعصم, حيث تشبه الأساور في شكلها, في حين تحلى الأصابع بالخواتم, والأرجل بالخلاخل التي تحتوي أحيانا على أهداب تحدث رنينا في أثناء الحركة والمشي, كما يتم أيضاً ارتداء (الحزام) الذي يربط حول الخصر وتتم زخرفته بشكل كبير وكثيف، ومع أن الفضة هي المادة الرئيسية لصنع معظم هذه الحلي فإن بعضها ربما يصنع من الذهب، لكن في حالات محدودة ونادرة لضيق الحال قديماً, وربما يتم طلاء الحلي الفضية بماء الذهب عوضا عن صنعها من الذهب الخالص.