أكد مختصان في الإعلام أن سبب متابعة الشباب السعودي لأفلام وبرامج اليوتيوب وانصرافهم عن برامج التلفزيون ما هو إلا ردة فعل تجاه ما وصفاه بعدم تلبية المؤسسات التلفزيونية للاحتياجات الإعلامية للشباب، لافتين إلى أن البرامج التلفزيونية الرسمية تتناول قضايا المجتمع بصورة تقليدية. وأوضح رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال الدكتور علي شويل القرني أن هذه البرامج ظاهرة جديدة على المستوى العالمي لإبراز هويتهم ورسم خارطة إعلامية جديدة في المجتمع لانتقال المستقبل الإعلامي إلى مرسل إعلامي جديد حيث تنتقل العملية الاتصالية إلى إطار ومحيط الشخص بشكل عام، فالانترنت استطاع أن يؤطر بنية إعلامية جديدة ويرسم خارطة طريق جديدة في مجال الإعلام بالنسبة للشباب، فبعد أن كان المرسل الإعلامي التقليدي (الصحف، والتلفزيون، والإذاعة) هو ما يتحكم في مضمون وتدفق المعلومات والآراء، أصبح الشباب الإعلامي الجديد هم حراس البوابة الجدد وتسلموا دورهم الجديد بفضل ما توفر لهم من تقنيات اتصالية جديدة بطلها الانترنت وهيكلتها الجديدة اليوتيوب. وعن مدى تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الرأي العام قال القرني: لعبت شبكات التواصل الاجتماعي دورا محوريا في توجيه الرأي العام وبناء أجندة وطنية جديدة وعادات وأولويات وطنية مختلفة عن الأولويات التقليدية في المجتمعات العربية، حيث يجب أن نعترف أن ما حدث في العامين الماضيين من أحداث عربية كبرى غيرت من ملامح المؤسسات السياسية في العالم العربي وكانت شبكات التواصل الاجتماعي تقودها وخاصة (فيس بوك وتويتر) إلى غير ذلك من أشكال التواصل الاجتماعي. وأضاف «نحتاج أن ندرك أن شبكات التواصل الاجتماعي قد لعبت دورها المحوري في تأسيس وعي جديد لدى الجماهير العربية وتدريجيا استطاعت أن تشكل قضايا وتتبنى موضوعات جديدة تحولت في مجمعها إلى قضايا رأي عام». بينما يرى الدكتور عبداللطيف العوفي قسم الإعلام جامعة الملك سعود، أنه لا يستطيع الجزم بمتابعة الشباب السعودي لأفلام وبرامج اليوتيوب وانصرافهم عن برامج التلفزيون لأن برامج القنوات الفضائية محليا ودوليا ما زالت متابعة وبشكل كبير، إذ ما زال التلفزيون بقنواته الفضائية يجتذب الجماهير بأطيافها كافة. أما القول إن لبرامج وأفلام اليوتيوب الجديدة جذبا خاصا للجمهور خاصة للشباب منهم فهذا صحيح ولدينا في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود رسائل ماجستير ودراسات علمية حاليا يقوم بها طلاب وطالبات الماجستير لمعرفة ماهية استخدامات اليوتيوب وإشباعاته، ومدى متابعة الأفلام والبرامج عبر مواقع الإنترنت المتعددة. ويمكنني القول إن من أهم أسباب انجذاب الجمهور من الشباب لبرامج وأفلام اليوتيوب؛ طبيعة الوسيلة نفسها.. فاليوتيوب لا يعتمد على وقت محدد للمشاهدة إذ إنه يمكن للإنسان مشاهدة البرنامج أو الفيلم وقتما يريد وبالصيغة التي يرغب.. وهذا ما يجعل الشباب اليوم يشاهد ما يبث عبر القنوات الفضائية من خلال اليوتيوب، خاصة البرامج التي تتحدث عن قضاياهم أمثال البرامج الجديدة وظهور أفلام وبرامج وتصميمات خاصة باليوتيوب فيها روح الشباب والخروج عن المدرسة الإعلامية الكلاسيكية والإعلام المؤسسي التقليدي إلى إعلام المواطن. وعن تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على الرأي العام قال العوفي دون شك أصبحت الشبكات الاجتماعية تحتل مكانة بارزة في التأثير على الرأي العام على المستوى العالمي وليس المحلي فقط، ولا أحد ينكر دورها في ما يسمى بالربيع العربي بدءا من تونس ومرورا بمصر وليبيا واليمن وانتهاء بسوريا.. ورأينا تأثير هذه الوسائل الاجتماعية في الرأي العام حتى في الدول الغربية التي تمثل معقل الديموقراطية مثل: الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا. وأضاف: تأثير هذه الوسائل لا يقتصر على الجانب السياسي ولكنه يشمل الجوانب جميعها الاقتصادية والصحية والاجتماعية والإنسانية.. إلخ، فمثلا نجد في المملكة الكثير من القضايا الإنسانية والمجتمعية أثيرت من قبل هذه الوسائل وتلقفها الإعلام التقليدي الذي وجد أنه لا مناص من الحديث عنها بشفافية أكبر. كما أشار الى أهمية هذه الوسائل في دول العالم النامي حيث قال إنها أتاحت الحرية للمواطن للقيام بدوره الإعلامي وقيامه بالدور الرقابي وفق ضوابط الحرية بعيدا عن القيود التي تتشبث بها دول العالم النامي بشكل كبير، ولا ننسى الانتشار الواسع لها بين أوساط الجماهير خاصة فئات الشباب منهم وهم يمثلون اليوم الشريحة الأكبر على مستوى العالم العربي خاصة والتفاعل بين الجماهير والمشاركة الفاعلة في التداول وممارسة القول والعمل مما لم يكن متاحا من قبل، فهذه الوسائل قادرة على الذهاب بالناس لأبعد من مجرد المكوث في العالم الافتراضي وذلك بعمل التجمعات في العالم الحقيقي وممارسة المظاهرات وغير ذلك.