منحت روسيا والصين النظام السوري الضوء الأخضر كي يمعن في التنكيل بشعبه، مستعينا بمن يشاء من القوى التي تبحث عن أية فرصة كي تقحم نفسها في القضايا العربية، حتى وإن كان ذلك على حساب الشعوب التي تستضعفها الأنظمة المسيطرة عليها والمتحكمة في مصيرها. ومن شأن عجز مجلس الأمن عن القيام بأي دور أن يعد مباركة من المجلس لما يحدث في سوريا، فعجزه عن التصرف بعد الفيتو المزدوج من قبل روسيا والصين برهن على هشاشة نظامه وعدم فعاليته على تحقيق الهدف الأسمى له، وهو ضمان أمن الإنسان وإقرار السلام العالمي. وإذا كانت دول العالم قد أوشكت أن تنفض يدها من القضية السورية واكتفت بمواقف التنديد، فإن المملكة لا يمكن لها ومعها الدول العربية التي لا تزال تستشعر مسؤوليتها الإنسانية تجاه الشعب السوري لم تيأس ومضت تبحث عن مخرج للمأزق الدولي يضمن وقف المجازر التي يرتكبها النظام السوري بحق شعبه. فكانت المبادرة المتمثلة في دعوة مجلس الأمن لإرسال قوة لحفظ السلام إلى سوريا تضمن بمشاركة عربية دولية تحقيق ما يتطلع إليه العرب جميعا والشعب السوري على رأس القائمة أن يتوقف حمام الدم الناتج عن التنكيل الواضح الذي يرتكبه النظام السوري بحق شعبه. فهل يبرهن مجلس الأمن على فعاليته أم يسقط في الاختبار مرة أخرى؟.