إن الأمر يستدعي قراءة الموقف من جديد بعدما و للمرة الثانية يلوح الدب الروسي بسيف الفيتو أمام العالم .!! لقد أعطى الفيتو الروسي والصيني النظام السوري الضوء الأخضر في استباحة دماء الأبرياء بل و قطع الطريق على الجهود العربية التي لا تزال توصف بالضعف , إن موسكو ضربت بالمحاولات الغربية عرض الحائط ولم تكترث بالدول العربية ليس – لسواد عيون – النظام السوري بل لأن سوريا هي النقطة الوحيدة التي تستطيع روسيا أن تلعب بها الدور الكبير بالشرق الأوسط .! إن روسيا والصين ينظران إلى المصالح الاقتصادية والنفوذ السياسي بالمنطقة وهذا لا يتم إلا من خلال التغيير السياسي والتحدي الذي يرمي إلى إبعاد النفوذ الغربي من المنطقة , لقد رأينا الشعب السوري يذهب ضحية لنزاعات الدولية وهذه هي الحرب البادرة بين الشرق والغرب تعود من جديد .!! لكن هذه المرة على حساب الشعب السوري لا أعرف متى تنفض العرب يدها من اليد الأمريكية القذرة حينما ضيع العرب الوقت في مجلس الأمن الدولي الذي لم يستطع حتى الآن أن يقدم أي شيء للشعب السوري .! والسبب لأن ليس للأمم المتحدة مصلحة تجعلها تتدخل بطريقة أو أخرى خصوصاً أنها إلى الآن لم تفق من دوار الحرب على الأفغان والعراق ومن الأزمة الاقتصادية , لم أستطع فهم هذا الهزل في تسطيح مباحثات الملف السوري واجتزاء مجموعة من الحلول والعناوين التي باتت مكرره لمعنى واحد أن الدول العربية ومجلس الأمم لم يفعل أمام الدب الروسي والتنين الصيني أي شيء حتى الآن .! إن النظام السوري يرى أن الدعم الروسي والتحالف الإقليمي مع إيران يكفل له استقرار نظامه في سوريا لذا هو الآن يسعى جاهداً لإرهاب الشعب حتى يخضع لنظامه بأي طريقة كانت .! والذي ترجوه الشعوب العربية من دولها أن تبحث عن بدائل ترمي واقعياً لحل الأزمة السورية , وقد يكون البديل هو التحالف مع تركيا بدعم الجيش الحر حتى يتمكن من وضع أرضية إستراتيجية تكفل له نجاح مهامه في الصد لهذا العدوان الغاشم على الأبرياء , وهذا لا يكون إلا بدعمه وتنظيم عمله من خلال مد العون لقياداته معنوياً ومادياً , لقد تجلى وجه الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا وبانت أنياب الصراع والعناد كله بحثاً عن النفوذ بمنطقة الشرق الأوسط ونحن الآن أمام حقيقة كبرى ترسم لنا خطورة مستقبل الشرق الأوسط ودول الخليج تحديداً إننا حينما نحاول فهم علاقتنا مع الآخرين بمعزل عن فهم الواقع المحيط بنا فإننا سنقع في الخطأ الذي يقودنا إلى الهوان لذا لا بد على الدول العربية البحث عن البدائل وتقوية مواطن الضعف والسعي لتكوين غطاءً سياسي متين وقوة اقتصادية وعسكرية تكفل لها عيش الكرامة خصوصاً وأننا نعتبر المبادرات العربية فيما يسمى بالربيع العربي تعتبر إيجابية وإن كانت ضعيفه شيئاً ما حيث أنه يعتبر تحركاً عربية جاداً نحو البحث لحل التعقيدات العربية على الصعيد السياسي . [email protected]