قال اقتصاديون سعوديون لصحيفة الوطن أول أمس إن السوق السعودية لا تستجيب للانخفاض العالمي في سعر الغذاء، واستعرض الاقتصاديون جملة عوامل حاولوا من خلالها تفسير الأسباب، لكن أيا منهم لم يشر إلى عامل «الجشع»! أمر الغلاء عندنا لا يحتاج إلى تفكير عميق، فالجشع يضرب بأطنابه في زوايا عديدة من مرابع «بعض» تجارنا الذين لا يرضيهم الربح ما لم يعانق بمعدلاته السحاب، ولا يتنازلون عن هللة واحدة منها مهما تغيرت تكلفة السلعة، فالتفاعل الوحيد الذي يبدونه هو عندما تزيد التكلفة فيبادرون إلى زيادة الأسعار، ولكنهم أبدا لا يعودون عن هذه الزيادة عندما تزول أسبابها! ومثل هؤلاء الجشعين زاحموا التجار الشرفاء الذين يمارسون التجارة من خلال مبادئ وقيم متوارثة لطالما نظرت إلى علاقة التجارة بالمجتمع على أنها علاقة ذات منفعة متبادلة يحتل فيها المستهلك مكانة غالية كونه مصدر الرزق ومحور نجاح التجارة، أما تجار الجشع فمبدؤهم الوحيد هو «احتلاب» المستهلك حتى آخر قطرة وعلاقتهم بالمجتمع هي علاقة امتصاص من طرف واحد حتى ولو أدى ذلك عن جهل وعمى بصيرة إلى استهلاك القدرة الشرائية للمستهلك! لقد اختبرناهم في طفرة الغلاء واكتشفنا معادنهم التي يكسوها صدأ الجشع، واختبرنا أيضا سر الحياة الذي يمدهم بالقوة، وهو غياب العين الرقيبة، وضعف وعي المستهلك الذي ينطبق عليه المثل الشعبي «القط ما يحب إلا خناقه»! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة