اتصل بي تاجر كبير وقال محتجا على مقالاتي الأخيرة: أحمدوا ربكم على النعمة، الأسعار عندنا أرخص من غيرنا، فقلت له بل أحمدوا ربكم أنتم، فأرباحكم الصافية لا يقاسمكم فيها أحد!!. مشكلة بعض تجارنا أنهم عندما يقارنون مستوى تكلفة المعيشة عندنا بالمجتمعات الأخرى لا يربطونها بمقارنة مستوى الدخل أو الالتزامات الضريبية، فالسلعة غالبا أغلى في أوروبا منها في المملكة، لكن مستوى الأجور في أوروبا وأمريكا أعلى منه هنا، كما أن السلعة في المملكة لا تخضع لأي رسوم ضريبية، بل إن بعضها ينال دعما من الدولة، يضاف إلى ذلك أن الإنسان في أوروبا وأمريكا يضمن 3 أمور لا يضمنها عندنا : 1 ضمان جودة المنتج. 2 حماية حقوق المستهلك. 3 تطبيق الأنظمة التي تحكم العلاقة بين التاجر والمستهلك دون محاباة أو تمييز!!. في العالم المتقدم تشعر بقيمتك الحقيقية كمستهلك، حيث يتبارى التجار في نيل رضاك وامتلاك مشاعرك للدخول في شراكة قائمة على الاحترام والشعور بالرضا من جودة المنتج وحسن التعامل وكفاءة خدمة ما بعد البيع، لأنها مفتاح السمعة الحسنة، أما عندنا فالعلاقة عند بعض تجارنا علاقة «احتلاب» حتى آخر قطرة ، فلا ثقافة احترام للمستهلك، ولا اكتراث لرضاه، ولا اهتمام بعلاقة ما بعد البيع معه، إنها علاقة من طرف واحد مع محفظة نقوده فحسب!!. تسألونني لماذا هذا التباين الحاد بين مجتمعهم ومجتمعنا؟!. أقول لكم ربما كان للأنظمة الصارمة في مجتمع يحترم القانون دور في ذلك، لكن الحقيقة إنها ثقافة احترام حقوق الآخرين!!. [email protected]