نتفق كثيرا على أهمية اللغة الإنجليزية في الحراك التنموي المحلي كما تشير الكثير من الدراسات والاستطلاعات. فمنذ اكتشاف النفط بدأت أرامكو في إعداد الشباب السعوديين ليقوموا بدورهم الفعال في صناعة وتكرير النفط والأعمال المساندة الأخرى وكانت الإنجليزية إحدى الأدوات الرئيسة. قبل ذلك احتاجت الدبلوماسية السعودية للإنجليزية كلغة تواصل مع القوى المؤثرة كبريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية للتأسس لحراك سياسي وثقافي يخدم مصالحنا الوطنية. أصبحت الإنجليزية مادة رئيسة ضمن مناهج التعليم العام والجامعي من بواكير النهضة التعليمية في المملكة. مازالت الإنجليزية هي المسيطرة على الخريطة اللغوية العالمية من حيث عدد المتحدثين والمحتوى المتوفر على الشبكة العالمية. السؤال الملح يتمحور حول مدى النجاح الذي حققناه في الفترة الماضية وما نحتاج أن ننجزه الآن وفي المستقبل المنظور. الحقيقة أن تدريس الإنجليزية في التعليم العام دون المستوى المأمول والدليل أن الطلاب الذين يحتاجون لهذه اللغة في دراستهم الجامعية يحتاجون إلى برامج مكثفة تمتد إلى فصلين دراسيين أو أكثر في بعض الحالات. ظاهرة ضعف الطلاب في الإنجليزية في التعليم العام لها أسبابها المتعددة التي من أهمها في اعتقادي أن الإنجليزية كغيرها من المساقات تحولت إلى مقرر يدرسه الطالب لاجتيازه دون الاهتمام بالحصيلة اللغوية التي تحتاج إلى ممارسه داخل الصف وخارجه. سبب آخر يتعلق بعدم إدراك كثير من المعلمين وأولياء الأمور لأهمية الإنجليزية لمستقبل أبنائنا وبناتنا، وخاصة أولئك الذين يحتاجونها للدراسة الجامعية في أقسام اللغة الإنجليزية والكليات العلمية كالطب والهندسة والحاسب الآلي وإدارة الأعمال أو عند شغلهم وظائف تتطلب إتقان الإنجليزية. المعلم وهو حجر الزاوية في هذه العملية لم يحصل على التأهيل الكافي للقيام بعمله على أكمل وجه فهو بحاجه إلى تدريب متخصص لتعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية عبر البرامج المقننة المتعارف عليها دوليا ومازلنا ندفع بخريجي أقسام اللغة الإنجليزية إلى سوق العمل للحاجة المتزايدة ونتناسى حتمية التأثير السلبي على المخرجات في نهاية المطاف. هناك نقلة نوعية في تصميم المناهج لكننا ندرك جميعا أن المنهج وحده لا ينتج متعلما إذا لم تتضافر عوامل أخرى من أهمها المعلم القادر على توظيف هذا المنهج وتخفيف سيطرة التضخم المعرفي في النظام التعليمي على حساب إتقان المهارات الأساسية فالطالب يخوض بحرا من التخصصات ويعاني التشتت المعرفي والذهني بسبب هذا الضغط.. بناء منظومة متكاملة تجعل مهنة التعليم جذابة ماليا ومعنويا وتهتم بتطوير المهارات الجوهرية للمعلمين يشكل استثمارا حقيقيا. للتواصل: Facebook.com/salhazmi1