يعيش بعض سكان مدينة تبوك في خيام وصنادق وبيوت من الطوب الأسود المغطاة اسقفها بألواح خشبية والزنك الأمر الذي لا يمنع الصقيع الذي تشهده المنطقة حاليا والذي يصل الى درجات متدنية ابتداء من حلول المساء وحتى ساعات الصباح الأولى. «عكاظ» تجولت في وادي أبو نشيفة شرق مدينة تبوك ورصدت تواجدا للعائلات والأطفال والمسنين يقطنون في بيوت للشعر وكذلك صنادق اتخذت للسكن دون وجود للكهرباء سوى أخذهم سلك كهرباء من مشروع زراعي بجوارهم ليتمكنوا من إشعال الإنارة لهم في فترة الليل. ويتخذ سكان هذه المنطقة من الحطب مكانا يتجمعون فيه للاتقاء من لسعات البرد القارسة، حتى أن المياه تتجمد في قوالب اتخذت موقعا لتجميع المياه فيه. والتقت «عكاظ» عبدالله فرج الخضري، صالح مطلق، سالم سليمان،صالح عتيق السبوتي، وحماد عبدالله العطوي (من سكان هذه المنطقة) الذين أوضحوا أنهم تعبوا من مراجعة شركة كهرباء تبوك لإيصال خدمة التيار الكهربائي إلى هذه الصنادق والعشش ليتمكنوا من العيش برغد. وبسؤالهم حول اتخاذهم من هذه الصحراء سكنا لهم قالوا انهم قدموا على أمانة المنطقة منذ سنوات دون ان يمنحوا أرضا للسكن عليها، وكذلك لم يمنحوا سكنا في الإسكانات الخيرية، مؤكدين أنهم يجلبون المياه من المزارع بالصهاريج، وأحيانا بالأشرعة المخصصة لنقل المياه. وطالب سكان هذه المنطقة بمنحهم أراضي أو إسكانا خيريا أو إيصال الكهرباء لهم، في ظل عدم مقدرتهم على التكيف مع غلاء المعيشة. وقال المسن عبدالله فرج العطوي انه يقوم بغسل الكلى وانه منح جهازا للغسل ويقوم بالغسل في صندقته، ولكن حين يفصل «الماطور» المخصص للكهرباء يلجأ إلى محطة الوقود بجواره ليتمكن من الغسل. وبالاتصال على مدير شركة كهرباء تبوك المهندس محمد أمين أوضح أن هؤلاء لا يملكون صكوكا شرعية، وبالتالي لا يحق لهم الحصول على التيار.