اعتقد أن اعتماد تطوير التراث الإيقاعي والموسيقي بشكل عام في بلادنا، وجد من خلال فنانينا الكثير من الاهتمام.. لا سيما في تلك الألحان والأعمال الكبيرة التي يقوم بها كبار موسيقيينا في أوبريتات الجنادرية الذين ينفذون ألحانهم من خلال تراث فلكلوري مليء بالأصالة والتميز، وأقول التميز كون ذلك التراث الإيقاعي في بلادنا أكثر من غني وإيقاعاته تكاد تكون خاصة بمناطق المملكة المختلفة التي نستطيع القول عنها وكأنها ألوان تراث لقارة كاملة.. وعن تجارب خاصة بي أقول وبكل جرأة إنني طالما استخدمت هذا الغنى الإيقاعي التراثي عند صياغتي لألحاني التي أقوم بها في فترات طويلة من مسيرتي مع الأغنية مثل تلك الوطنية التي ذاع صيتها «مملكتنا الغالية»، كذلك أغنيتي العاطفية «قصر عالي» وهي الغنية جدا بالإيقاعات الجنوبية، الذي أود إيضاحه هنا أن أول عوامل نجاحات أعمالنا الوطنية تحديدا هو توظيف الإيقاعات في اللحن بشكل جميل يكون فيه إثراء الملحن للحنه بهذه الإيقاعات في متن اللحن الموسيقي أكثر وضوحا. وكانت أوبريتات الجنادرية قد سجلت نجاحاتها للفكر الموسيقي الكبير لدى ملحنينا الذين تعاملوا مع هذه الأوبريتات من هذا المنطلق وهذا ما أخاله موجودا بوضوح لدى زميلنا الملحن خالد العليان في لحنه لأحدث أوبريتات الجنادرية الذي سنلتقي به الأربعاء المقبل. وهو الموسيقي الذي تعجبني أفكاره الموسيقية منذ مقدمته الشهيرة لبرنامج «طاش ما طاش». وهنا يتبادر إلى مخيلتي سؤال ملح وهو: طالما أن الأمر كذلك وأن عصب الأوبريتات الرئيسي هو التراث الإيقاعي.. لماذا لا يكرم عميدنا وعميد الأسرة الفنية والعالم بالتراث طارق عبدالحكيم بتعميده لتلحين أوبريت هام وبهذه المكانة من التاريخ الفني السعودي؟