قال الملحن الإماراتي فايز السعيد في ظهوره الأخير في برنامج "سهرة روتانا " مع جومانا بوعيد: "إنه على استعداد لتلحين أوبريت الجنادرية". وذلك رداً على سؤال المذيعة.. وهنا يحق لنا أن نسأل: ما هي مناسبة السؤال؟ ولماذا طُرح الآن وبهذا الشكل؟ خاصة وأن السعيد لا علاقة له بالجنادرية لا من قريب ولا من بعيد ولم يكن أحد يتخيل أن يتم الربط بينه وبين الجنادرية قبل أن يُسأل هذا السؤال الغريب في "سهرة روتانا". ولا نريد أن ندخل في النوايا.. ولكن سنذكر هنا إحدى الحيل الإعلامية التي يستخدمها بعض الفنانين من أجل لفت نظر "من يهمه الأمر", فغالباً ما يطلب الفنان "الضيف" سؤالاً معيناً من فريق إعداد البرنامج الذي سيظهر فيه؛ وذلك قبل أن يبدأ البرنامج, والهدف هو إيصال رسالة ما أو تمرير فكرة معينة بصورة غير مباشرة, وبالطبع نحن لا نزعم أن السعيد استخدم الأسلوب ذاته, ولكن طرح مثل هذا السؤال المفاجئ ومن دون مناسبة, يجعلنا نتساءل.. ونستغرب, خاصة وأن الجنادرية بقي عليها عامٌ كامل!. لاشك أن السعيد أراد من خلال إجابته لفت نظر المسؤولين عن الجنادرية وإبلاغهم بهذه الرسالة: "أنا موجود وتحت الطلب".. لكن فاته أمر مهم, وهو أن الجنادرية ليست مُتاحةً إلا للموسيقي المبدع المثقف الذي يعرف تفاصيل البيئة السعودية بحاضرتها وباديتها وموروثاتها الفنية التي تتجاوز ال 350 في عددها.. ولعل هذا هو سبب التكليف السابق للملحن ناصر الصالح بمساعدة ماجد المهندس في تلحين أوبريت الجنادرية قبل سنتين وذلك من أجل سد الفراغ المعرفي الذي يحتاجه كل من لا ينتمي لأرض هذا الوطن. ثم ما هي المقومات التي يمتلكها فايز السعيد لكي يكون مؤهلاً لتلحين أضخم أوبريت في المملكة؟، إن كل ما نسمعه في ألحان السعيد لا يتعدى "مذهب مرجع" وأحياناً يزيد على ذلك ب"كوبليه"، وهذا لا يعطي مؤشراً جيداً حيال قدراته الموسيقية, ومشروع تلحين الجنادرية يحتاج لقدرات إبداعية خاصة, ومعرفة للفولكور, وقبل ذلك يحتاج إلى "الروح" اللحنية المحلية التي لن يأتي بها إلا من "عاش" فعلاً في المملكة. وإذا عدنا لسلسلة من قدموا الأوبريت نجدهم من المبدعين المحليين الذين يتنفسون فكر وثقافة البيئة السعودية, يأتي في مقدمتهم محمد عبده والدكتور عبدالرب إدريس وسراج عمر ومحمد شفيق وصالح الشهري وناصر الصالح ورابح صقر.. وهناك غيرهم كثير, فالسعودية "ولاّدة" للمبدعين الموسيقيين وفي جعبتها أسماء كبيرة تجعلها في غنى عن "استيراد" المُلحنين!.