لست أدري مدى التأثير الحقيقي العميق لما يدور عبر وسائل الإعلام التقليدي أو ما يسمى بالإعلام الجديد من مطاحنات وتداخلات وصراعات .. لست أجد أو أتلمس لها مسمى آخر غير أنها انتهاك صريح وفاضح لقيمنا الرياضية الأصيلة التي نشأنا عليها.. وتشربنا أسسها من آبائنا وأجدادنا. يشعرك ما يدور خلال هذا الإعلام، الذي يتلطى جل العاملين والمنتمين إليه و فيه بالمصداقية والرصانة والاعتدال والموضوعية.. يشعرك.. بل ويؤكد لك كل يوم وكل ممارسة بأنهم بالفعل يعيشون قدرا لا يستهان به من العبثية ومحاولة التذاكي على القارئ والمتابع والمشجع وحتى المحايد الذي لا ناقة له ولا جمل في إحداثيات وأحداث الرياضة المفتعلة هذه .. خطوط طول أو دوائر عرض كانت.. رسمت أو حفرت على جبين الأحداث الرياضة اتفاقا أو عنوة وفرضا.. وهكذا دواليك!! ما أشبه الليلة بالبارحة.. بارحة الزمن لا بارحات الأحداث.. وها قد عدنا القهقرى مرة أخرى.. فبعد فينة وأخرى نرى أن إعلامنا الرياضي القديم الجديد يتطور في طروحاته الهادفة والجادة.. على مستويات متعددة.. وهذا جميل ومرحب به على كل حال.. غير أننا نلحظ بعض «خروجات» سقيمة سطحية تطل علينا بها بعض الأصوات والأقلام والحناجر التي تجيد الصراخ والعويل.. وتمتهن الطعن والتلاعب وتوجيه ما يخدش أو يسيء.. مما اثر على بعض الشباب من أبنائنا الذين يعشقون الرياضة..وقد يكتوون بنارها الم يجدوا وازعا من دين أو ضمير أو قيم أو «قانون».. بالأمس القريب حدث في مدينة بورسعيد المصرية كارثة إنسانية ورياضة لا نظير لها.. ولم تشهد لها المنطقة العربية مثيلا على الإطلاق من قبل.. ضحايا يزيدون على السبعين ومئات الجرحى.. وشرخ وطني كبير في مصر.. ومهما حاول البعض أو حاولنا تفسير ما حدث في بورسعيد من كارثة مأساوية ومحاولة معرفة أسباب حدوثها التي أدلى فيها الكثيرون بدلوهم إلا انه يظل من الواضح جدا أن الطرح الإعلامي السيئ وغير المنضبط والتعدي على القيم والأخلاق سواء عبر الإعلام بكل أدواته و أساليبه أو عبر يافطة مستفزة أثارت جماهير هي مستعدة أصلا لان تستفز.. فلك الله يا مصر وحماك وشعبك وأهلك من كل سوء.. أوردنا ما حدث في بورسعيد لنؤكد أن بعضا من الممارسات الإعلامية والجماهيرية لدينا ينبغي أن تتوقف و حري بنا أن نتلمس العبرة وان يعرف كل منا حدود تصرفاته وأعماله وانفعالاته بحيث تتوقف عند حدود وكرامة الآخرين مهما اختلفنا معهم في التوجهات أو الأفكار الرياضية.. ومع كل ذلك تظل قيمنا الأساسية الراسخة دوما هي السياج الذي يسهم في حماية وطننا وشعبنا من أي تمزق أو محاولة إثارة النعرات مهما كانت الدوافع والمسببات.