•• أمر طبيعي للغاية أن يكون لكل شعب في هذه الدنيا مطالبه العادلة واحتياجاته وأولوياته وطموحه في حياة كريمة على أرضه.. •• ولكننا نستنكر في بعض الدول أن تعم الفوضى والخراب والدمار والعبث بمكتسبات ومنجزات بلدانهم. •• وإذا كان من خرج محتجا من أجل البناء والعدالة والإنصاف فلماذا يهدم.. ويحرق.. ويبيح لنفسه الاعتداء على مؤسسات الدولة ومرافقها العامة التي هي ملك كل الناس. •• وفي حالة كهذه أليس من حق الحكومة أن تمنع من يحاول تهديد أمن الوطن واستقراره. •• نحن لم نقل إطلاقا لسلطات القمع اقتلوا مواطنيكم ولكننا لم نقل أيضا لكل محتج أو متظاهر أو معارض حطم واحرق واسرق وأشع الدمار في بلدك. •• هؤلاء الخارجون على القانون والنظام ينبغي ردعهم كما أن على الحكومات والأنظمة المستبدة إنصاف الناس وبدون هذه أو تلك لايمكن أن تتحقق العدالة في أي بلد. •• فالحاكم الظالم لابد أن يثور عليه الناس.. كما أن المعتدي الآثم على حقوق المجتمع وتهديد الأمن لابد من أن يردع بشدة وإلا كيف تستقيم الأمور ويتحقق الأمن والأمان. •• وما يحدث الآن في عالمنا العربي اختلط فيه الحابل بالنابل فلا الحكام في بعض الدول على حق ولا المخربون الأفاقون المدمرون العابثون بأمن بلادهم على حق. •• ولكن الحق هو ما أورده الله في كتابه وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام وما تعارف عليه العرب منذ أزمنة سحيقة وقديمة، ولكي نذكر إخوتنا وأحبتنا في الوطن العربي بما قاله أبو سفيان بن حرب عندما احتكم إليه رهط من قريش اختلفوا فيما بينهم وسال بينهم الدم واختاروا «أبو سفيان» ليكون حكما، وادعى كل منهم أنه على حق!! فقال لهم: هل أدلكم على ما هو أفضل من الحق؟ قالوا: وهل هناك ما هو أفضل من الحق.. قال: نعم إنه العفو وتصالحوا وخرجوا وكلهم راضون. •• وهكذا فإن العفو والتصالح والتسامح هو خير من الشقاق والفتن، وبالعفو والحكمة والعدل يستقيم حال البلاد والعباد.