توقعت مصادر طبية، أن يصل عدد المصابين بمرض الزهايمر في المملكة إلى 20 ألف مصاب، مستندة في توقعاتها تلك على زيادة أعداد المسنين وارتفاع معدلات الأعمار. وأوضح مصدر طبي، أن ارتفاع نسبة المسنين يعني بالتالي ارتفاع أعداد المعرضين للإصابة بمرض الزهايمر الذي يصيب خلايا في الدماغ. وتعاني مئات الأسر في المملكة من وجود عدد من المصابين بهذا المرض، وهو ما يدفع الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الزهايمر للعب دور أكبر في مساندة ودعم أسر المصابين، بزيادة التعريف بالمرض وطرق تشخيصه وعلاجه وتنمية التطوع في المجتمع والقيام ببرامج بحثية بالتعاون مع الجامعات والمستشفيات والتشخيص المبكر للمرض. ارتباط بين العمر والمرض وقال ل«عكاظ» استشاري العلوم العصبية والإرادة والسلوك في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور نجيب قاضي أنه لا توجد نسبة معروفة لأعداد المصابين بالزهايمر في المملكة، لافتا إلى أن الدراسات العالمية التي يعتمدون عليها، تؤكد أن الإصابات تصل إلى 2 % في سن 65، وتتضاعف خلال الخمس سنوات التالية، مؤكدا أنه مع ارتفاع معدلات الأعمار في المملكة وتحسن الصحة وزيادة نسبة المسنين، يتوقع أن يصل عدد المصابين بهذا المرض إلى أكثر من 20 ألف مصاب وقد يزيد مع زيادة عدد المسنين. وأضاف أن مريض الزهايمر يحتاج إلى التعاطف والصبر والحب؛ لإنه يفقد الإدراك تدريجيا ويقوم بتصرفات غير مقصودة ومع مرور الوقت تتدهور الحالة، وخصوصا مع إمكانية أن يصل عمر المرض مع الشخص المصاب لأكثر من عشر سنوات، الأمر الذي يتطلب فترات علاج طويلة مزمنة، لافتا إلى أن كل مرحلة من مراحل العلاج لها وضع مختلف عن غيرها، وأن الأدوية الموجودة الآن تقلل من التدهور لفترة محدودة. أهمية الوقاية من جانبه، أوضح استشاري طب نفس المسنين في مدينة الملك فهد الطبية وعضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الزهايمز ورئيس لجنة مقدمي الخدمة بالجمعية الدكتور فهد الوهابي ل«عكاظ»، أنه لابد من قياس حجم المشكلة في المملكة ومعرفة الأرقام الصحيحة للحالات المصابة بالمرض للتعامل معها، مشددا على أهمية الوقاية من المرض عبر تخفيف الوزن وعدم التدخين والانضباط في علاج السكر والضغط والقيام بنشاطات عقلية كثيرة. وأشار إلى أن من أبرز علامات الإصابة بالمرض لكبار السن، نسيان الأحداث والشكوك والتهيؤات، لافتا إلى أن الإصابات لا تأتي لمن دون سن ال60، إلا في حالات نادرة وتكون بغالبيتها وراثية، مشددا على ضرورة التعرف المبكر على المرض لاتخاذ الخطوات اللازمة في كيفية علاجه والتعايش معه. تدمير خلايا المخ ويعرف العلماء «الزهايمر» بأنه حالة مرضية تصيب الخلايا العصبية في المخ وتؤدي إلى تدميرها و إلى ضمور حجم المخ كما يصيب الأجزاء المسؤولة عن التفكير والذاكرة واللغة إلى درجة يمكن أن تؤثر في العمل والحياة الاجتماعية، مثبتين أنه يسوء مع الوقت لدرجة قد تسبب الوفاة. وتجمع الدراسات الطبية على أن مرض الزهايمر يبدأ بإصابة المريض بفقدان غامض للذاكرة المتعلقة بالأحداث القريبة، ويتطور سريعا، ويبدأ بعدها المريض في المعاناة من صعوبة في الكلام والحركة والقدرة على التعرف على الأماكن، أو الأشخاص إلى أن يصل في نهاية الأمر إلى مرحلة عدم القدرة على العناية بنفسه.