اضطر المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر حاليا، إلى إرسال طائرات هليكوبتر عسكرية لإجلاء فريق النادي الأهلى لكرة القدم ومصابيه ومشجعيه من مدينة بورسعيد الساحلية بعد أحداث الشغب التي أودت بحياة 73 شخصا وإصابة نحو ألف، عقب انتهاء مباراة المصري وضيفه الأهلي البارحة ضمن الجولة 18 من الدوري. ودعا الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب أعضاء المجلس إلى جلسة طارئة اليوم لمناقشة الأحداث. وكان سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم أعلن إيقاف مسابقة الدوري المحلي الممتاز بعد أحداث الشغب لأجل غير مسمى وإجراء التحقيق فيما تم وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق من اتحاد الكرة، وسيعلن النتيجة للرأي العام. وكانت أعداد كبيرة من المشجعين غزت أرض الاستاد بعد نهاية مباراة الفريقين التي انتهت لصالح صاحب الأرض (3/1)، حيث حاولوا الاعتداء على لاعبي الأهلي وجهازه الفني وطاردوهم وهم في طريقهم نحو غرف خلع الملابس. وأظهرت لقطات تلفزيونية مشجعين وهم يعتدون على سيد عبدالحفيظ مدير الكرة في الأهلي، فيما أصيب اللاعبون شريف اكرامي وشهاب الدين أحمد وشريف عبد الفضيل بإصابات مختلفة نتيجة الأحداث، كما قامت الشرطة بحماية مدرب الأهلي البرتغالي مانويل جوزيه لمنع الاعتداء عليه، فيما تكفل أمن ستاد بور سعيد مصحوبا بمجموعة من قوات الأمن المركزي بتأمين سلامة لاعبي الأهلي المحتجزين داخل غرفة الملابس، في الوقت الذي نزل فيه جماهير الأهلي في جانب من أرض الملعب. ووصف محمد أبو تريكة ما حدث في المباراة بأنه حرب وليست كرة قدم، وقال «لقنت الشهادة لأحد جماهير الأهلي قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة»، وتابع بانفعال شديد لقناة الأهلي التلفزيونية «هذه حرب، الناس تموت أمامنا، ما حدث يجب أن يتم التعامل معه بشكل رادع»، وأضاف «التأمين الداخلي لستاد المصري غير آمن وهذا سبب مشكلة حقيقية». وأضاف زميله المهاجم عماد متعب الذي جلس احتياطيا ولم يشارك في المباراة «لن نلعب أية مباريات إلا بعد الحصول على حق من توفوا». كما قال عفت السادات رئيس نادي الاتحاد السكندري أنه علق مشاركة ناديه في المسابقة ودعا الاتحاد المصري لكرة القدم لاتخاذ قرار عاجل لحفظ الأرواح. يذكر أن مباراة أخرى بين الزمالك والاسماعيلي ألغيت في القاهرة بناء على رغبة الفريقين بعد نهاية الشوط الأول حين كانت النتيجة تشير للتعادل (2-2)، بينما أظهرت لقطات تلفزيونية اشتعال النيران خلف مدرجات ستاد القاهرة. وكان حسن شحاتة المدير الفني للزمالك دخل حجرة الحكام وطلب من الحكم الرئيس إلغاء اللقاء بعد تصميم لاعبي الفريق على عدم إكمال اللقاء تضامنا مع مصابي وقتلى لقاء بور سعيد. وكانت وزارة الداخلية قبضت على 47 شخصا تسببوا في أحداث الأمس ويتم التحقيق معهم.