تستعد جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية هذه الأيام لتنفيذ برنامج رعاية المسنين من ذوي الإعاقة البصرية. وتضع الجمعية وفق أمينها العام محمد توفيق بلو ضمن أولوياتها المستقبلية تنفيذ هذا البرنامج الذي يعنى بتقديم خدمات متنوعة لكبار السن، خصوصا وأن أحد أهم أسباب الإصابة بالإعاقة البصرية هي كبر السن بسبب شيخوخة العين، وتتطلع الجمعية لزيادة حجم وفاعلية وكفاءة البرامج التي تقدم للمسنين من ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع لتتميز بالتخصصية والجودة والشمولية، وتهتم بحاجات ومشكلات المسنين وأسرهم الطبية والنفسية والاجتماعية. ودعا بلو لتخصيص برامج لرعاية المسنين وتشجيع إدارات المسؤوليات الاجتماعية في القطاع الخاص للمشاركة في هذا الجانب من خلال دعم جمعية إبصار والجمعيات الأخرى، لتنفيذ برامج وخدمات متخصصة لرعاية المسنين من ذوي الإعاقة، والعمل على توفير أشكال الرعاية، مشيرا إلى أن معظم برامج المسؤوليات الاجتماعية في القطاع الخاص المتعلقة بالإعاقة، تركز في الوقت الراهن على التنمية البشرية والتوظيف، دون اهتمام بذوي الإعاقة البصرية من الفئة العمرية ما فوق 60 عاما الذين يتطلبون برامج متخصصة تمكنهم من الاستمرارية في حياتهم بصورة طبيعية تناسب حالتهم الصحية بأكبر قدر ممكن. يشار إلى أن الدراسة التي تجريها الجمعية تستهدف ذوي الإعاقة البصرية من سن 90 عاما فما فوق، وكشفت أن عددا منهم تجاوزوا ال 100 عام ولا يزالون على قيد الحياة ويعانون من ظروف صحية تتراوح ما بين المتوسطة إلى الحرجة، والبعض انتقلوا إلى رحمة الله خلال فترة إجراء الدراسة، ومنهم السيدة زهرة محمد عبدالرحمن إدريس التي تعتبر أكبر المعمرين من ذوي الإعاقة البصرية الذين أجريت عليهم الدراسة، (سعودية الجنسية)، من سكان جدة، أرملة وأم لخمسة أبناء، ولم تنتسب إلى أية جهة حكومية أو خيرية لطلب الإعانة، وكشفت الدراسة أنها أصيبت بجلطة في المخ أثرت على مركز النطق وأفقدتها القدرة على الكلام، وتوفيت عن عمر يناهز 110 أعوام، وجرت دراسة حالتها وتحديث بياناتها في الثاني من ربيع الأول الجاري من خلال ابنها مختار محمد عبدالرحيم الذي اتصل السبت الماضي مبلغا عن وفاتها، وكانت الفقيدة قد حضرت إلى الجمعية في العام 1430ه وهي تعاني من ضعف شديد في البصر نتيجة إصابتها بالتهاب الشبكية الصبغي، وأجرت عملية مياه بيضاء وعملية المرارة، وجرى فحصها في عيادة الجمعية من قبل أخصائية البصريات وضعف البصر ابتهاج فلمبان التي أفادت آنذاك بأن حالتها البصرية متقدمة ويصعب عليها الاستفادة من المعينات البصرية أو الحصول على أي برامج إعادة تأهيل في ذلك العمر. ولا تزال الدراسة تكشف عن المزيد من كبار السن الذين تتطلب ظروفهم الصحية والاجتماعية تقديم الخدمات المنزلية المتخصصة، منهم على سبيل المثال المواطن حمدان علي ردة المالكي 109 أعوام، أصيب بإعاقة بصرية منذ أربع سنوات بسبب اعتلال الشبكية وفقد القدرة على الكلام، وأفاد ابنه أنه يتلقى إعانة نقدية من وزارة الشؤون الاجتماعية.