كشفت دراسة جمعية إبصار للتأهيل وخدمة الإعاقة البصرية التي تتواصل هذه الأيام بمشاركة ألف معاق بصرياً إلى أهمية تنفيذ ( برنامج رعاية المسنين من ذوي الإعاقة البصرية ) ضمن برامج الجمعية والجمعيات الأخرى مستقبلاً. وأكد أمين عام الجمعية الأستاذ محمد توفيق بلو أن الجمعية ستضع ضمن أولوياتها المستقبلية تنفيذ هذا البرنامج والذي يعنى بتقديم خدمات متنوعة لكبار السن خصوصاً وأن أحد أهم أسباب الإصابة بالإعاقة البصرية هي كبر السن بسبب شيخوخة العين ، وتتطلع الجمعية إلى زيادة حجم وفاعلية وكفاءة البرامج التي تقدم للمسنين من ذوي الإعاقة البصرية في مجتمعنا لتتميز بالتخصصية والجودة والشمولية، وتهتم بحاجات ومشكلات المسنين وأسرهم الطبية والنفسية والاجتماعية، ودعا بلو إلى تخصيص برامج رعاية المسنين وتشجيع إدارات المسئوليات الاجتماعية بالقطاع الخاص للمشاركة ببرامجهم في هذا الجانب من خلال دعم جمعية إبصار والجمعيات الأخرى لتنفيذ برامج وخدمات متخصصة لرعاية المسنين من ذوي الإعاقة والعمل على توفير أشكال الرعاية حيث لاحظ بلو أن معظم برامج المسئوليات الاجتماعية بالقطاع الخاص المتعلقة بالإعاقة تركز في الوقت الراهن على التنمية البشرية والتوظيف غافلين عن ذوي الإعاقة البصرية من الفئة العمرية ما فوق 60 عاماً الذين يتطلبون برامج متخصصة تمكنهم من الاستمرارية في حياتهم بصورة طبيعية تناسب حالتهم الصحية بأكبر قدر ممكن، لاسيما وأن رعاية المسنين تمثل أحد أهم المسئوليات الدينية والوطنية والاجتماعية والتي أكدت عليها العديد من المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية حيث أكدت إحصائياتها أن 80 في المائة من المعاقين بصرياً هم من كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم 50 عاما موضحا أن الحقيقة المفزعة تتمثل في أن 90 في المائة من هذا العدد ينتمون إلى الدول النامية التي لا يتوفر فيها خدمات الرعاية الصحية الجيدة لكبار السن من ذوي الإعاقة البصرية. طبيب يكشف على المريض تجدر الإشارة إلى أن الدراسة التي تجريها الجمعية قد وصلت الآن في مرحلة استهداف ذوي الإعاقة البصرية من سن 90 عاماً فما فوق ووجد أن عدداً منهم قد تجاوز ال 100 عام ولا يزالون على قيد الحياة ويعانون من ظروف صحية تتراوح ما بين المتوسطة إلى الحرجة والبعض شاء الله أن يتوفى خلال فترة إجراء الدراسة ومنهم السيدة زهرة محمد عبد الرحمن إدريس التي تعتبر أكبر المعمرين من ذوي الإعاقة البصرية اللذين أجريت عليهم الدراسة وهي سعودية الجنسية، من سكان جدة أرملة وأم لخمسة أبناء ولم تنتسب إلى أي جهة حكومية أو خيرية لطلب الإعانة، وكشفت الدراسة أنها أصيبت بجلطة بالمخ أثرت على مركز النطق وأفقدتها القدرة على الكلام وشاء الله أن تتوفى في اليوم التالي من إجراء الدراسة عليها في يوم الخميس 03/03/1433ه بالمدينة المنورة حيث دفنت عن عمر يناهز 110 عام. والفقيدة رحمها الله قد تمت دراسة حالتها وتحديث بياناتها في يوم الأربعاء 02/03/1433ه من خلال ابنها الأستاذ مختار محمد عبد الرحيم الذي اتصل في يوم السبت مبلغاً عن وفاتها ومناشداً الجمعية ومنسوبيها بالدعاء لها بالرحمة والمغفرة، وكانت الفقيدة رحمها الله قد حضرت إلى الجمعية في العام 1430ه حيث كانت تعاني من ضعف بصر شديد نتيجة اصابتها بالتهاب الشبكية الصبغي كما إنها أجرت عملية مياه بيضاء وعملية المرارة وقد تم فحصها في عيادة الجمعية من قبل أخصائية البصريات وضعف البصر ابتهاج فلمبان التي أفادت آنذاك بأن حالتها البصرية متقدمة ويصعب عليها الاستفادة من المعينات البصرية أو الحصول على أي برامج إعادة تأهيل في ذلك العمر. ولا تزال الدراسة تكشف عن المزيد من كبار السن اللذين تتطلب ظروفهم الصحية والاجتماعية إلى تحسين والخدمات المنزلية المتخصصة فعلى سبيل المثال المواطن حمدان علي ردة المالكي الذي يبلغ من العمر 109 أعوام وأصيب بإعاقة بصرية منذ 4 سنوات بسبب اعتلال الشبكية وفقد القدرة على الكلام وأفاد ابنه أنه يتلقى إعانة نقدية من وزارة الشؤون الاجتماعية، ووجه شكره للجمعية على اتصالها ومتابعتها واستفسارها عن حالة والده وناشد بأن يتم الدعاء لوالده بأن ينعم عليه بالصحة والعافية ويعينه على ما هو فيه.