• تزوجت منذ خمسة أعوام، ولي طفلان غير أنني لست سعيدة في حياتي، فزوجي الذي أحبه ،يعاملني بديكتاتورية ويثور لأتفه الأسباب، تنازلت عن أشياء كثيرة بما في ذلك أهلي لإرضائه، ولكن للأسف لم يتغير حاله، وعلاوة على ذلك هو لا ينفق علينا، وأخشى ما أخشاه أن يكون (أبغض الحلال) نهاية علاقتنا ، فبماذا تنصحونني؟ أميمة (جدة) • الباحث الاجتماعي واستشاري القلب في مستشفى الملك فهد العسكري الدكتور حسان شمس باشا يعلق على هذه المشكلة مبينا أن السعادة الزوجية أشبه بقرص من العسل تبنيه نحلتان، وكلما زاد الجهد فيه زادت حلاوة الشهد فيه، وكثيرون يسألون كيف يصنعون السعادة في بيوتهم، ولماذا يفشلون في تحقيق هناءة الأسرة واستقرارها. لاشك أن مسؤولية السعادة الزوجية تقع على الزوجين، فلا بد من وجود المحبة بين الزوجين، وليس المقصود بالمحبة ذلك الشعور الأهوج الذي يلتهب فجأة وينطفئ فجأة، إنما هو ذلك التوافق الروحي والإحساس العاطفي النبيل بين الزوجين، والبيت السعيد لا يقف على المحبة وحدها، بل لا بد أن تتبعها روح التسامح بين الزوجين، والتسامح لا يتأتى بغير تبادل حسن الظن، والثقة بين الطرفين. وقد كتب أحد علماء الاجتماع يقول: « لقد دلتني التجربة على أن أفضل شعار يمكن أن يتخذه الأزواج لتفادي الشقاق، هو أنه لا يوجد حريق يتعذر إطفاؤه عند بدء اشتعاله بفنجان من ماء»، ذلك لأن أكثر الخلافات الزوجية التي تنتهي بالطلاق ترجع إلى أشياء تافهة تتطور تدريجيا حتى يتعذر إصلاحها ، وتقع المسؤولية في خلق السعادة البيتية على الوالدين، فكثيرا ما يهدم البيت لسان لاذع، أو طبع حاد يسرع إلى الخصام، وحب التسلط أوعدم الإخلاص من قبل أحد الزوجين وأمور صغيرة في المبنى عظيمة في المعنى . ولزوجك الكريم أقول: تذكر أن زوجتك هي أم أبنائك تعمل ليل نهار من أجل إسعادك، وهذا ليس تقليلا من شأنك، أو ماتبذله من جهد من أجل إسعاد زوجتك وأبنائك، ولكن احرص على هذه العلاقة قبل أن تتدهور ،ويصبح نهاية مطافها (أبغض الحلال إلى الله). امنح زوجتك الثقة بنفسها، ولا تجعلها تابعة تدور في مجرتك وخادمة منفذة لأوامرك، بل شجعها على أن يكون لها كيانها وتفكيرها وقرارها، استشرها في كل أمورك، وحاورها ولكن بالتي هي أحسن، خذ بقرارها عندما تعلم أنه الأصوب، وأخبرها بذلك وإن خالفتها الرأي فاصرفها إلى رأيك برفق ولباقة. لا تهن زوجتك، فإن أي إهانة توجهها إليها، تظل راسخة في قلبها وعقلها ، وأخطر الإهانات التي لا تستطيع زوجتك أن تغفرها لك بقلبها، حتى ولو غفرتها لك بلسانها، هي أن تنفعل فتضر بها، أو تشتمها أو تلعن أباها أو أمها، أو تتهمها في عرضها، شاركها وجدانيا فيما تحب أن تشاركك فيه،فزر أهلها وحافظ على علاقة مودة واحترام مع أهلها. استمع لنقد زوجتك بصدر رحب، فقد كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه في الرأي ، فلا يغضب منهن، أحسن إلى زوجتك وأولادك، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: « خيركم خيركم لأهله»، فإن أنت أحسنت إليهم أحسنوا إليك، وبدلوا حياتك التعيسة سعادة وهناء، لا تبخل على زوجك ونفسك وأولادك، وأنفق بالمعروف، فإنفاقك على أهلك صدقة، قال صلى الله عليه وسلم : « أفضل الدنانير دينار تنفقه على أهلك». وللزوجة أقول :استعيني بالصبر والصلاة، فأنت أم لطفلين، وحاولي بشتى الطرق أن تسعدي زوجك، وأن تبحثي عن مكامن الخلل في علاقتكما، حفاظا على حياتكما الأسرية.