زوجي حساس جدا، وهو يعمل في وظيفة حكومية وأنا معلمة جامعية، وكل منا له راتب، وهو شخص لم يبتل بحب المال، ولا توجد لدينا أية مشكلة سوى أنني أفكر في المستقبل ،وأريد أن يكون لدي رصيد حيث إن راتبنا معا في حدود 14 ألفا وليس لدينا منزل ملك، وأستحي من زوجي أن أخبئ عنه المال حيث أنه كثير الاستقراض، وهو ليس مبذر، ولكنه ينفق بكثرة لأنه يعدها صدقة على عياله! وكثير الغضب علي بسبب أو من غير سبب! وحساس من كلامي بشكل لا تتصوره، والعيب كما أظن أنني صريحة ولا أحب الكذب وآخذ الأمور بضحك ودعابة، ولقد حاولت أن أرضيه أكثر من مرة على حساب نفسي، ولكن هذا يؤدي إلى عدم مجالسته والكلام معه مما أظنه ليس في مصلحتي، لذلك أعود للكلام مرة أخرى، وهو رجل محب للبيت لا يخرج منه حتى لو غضب مني. أم (غ) مشكلتك تكمن أسبابها في مظهرين كما يبدو ذلك من رسالتك، أول هذين المظهرين علاقتكما المختلفة مع المال، فهو يريد أن ينفق من المال عليك وعلى أولاده، وأنت تريدين أن تحتفظي بالمال في حسابك كي تراجعيه شهرا بعد آخر وتشعري أن لديك رصيدا يبعث في نفسك الأمان، فشعور الأمان لديك يولده المال المتجمع، وشعور الأمان عنده يتولد من رؤيته للسعادة على ملامح أولاده، شعورك بالرضا يتم بتراكم رصيدك المالي، وشعوره بالرضا يتم بتحقيق مطالب أبنائه، ولاشك أن الجمع بين مرادك ومراده هو الأصلح لكما، فصرف مبلغ 14 ألف ريال شهريا، أمر ليس بمستحسن وأنتم على ما يبدو أسرة صغيرة، وليس لديكم مسكن تملكونه، والحرص على توفير بعض المال بقصد الحصول على مسكن أمر مستحسن ومطلب منك حق بلا منازع، وحل المسألة بتقديري يتم من خلال وضع ميزانية للصرف، بعد التأكيد على زوجك أن وجود مسكن تملكونه مطلب مشروع وأنه لمصلحة أبنائكم كما أنه لمصلحتكما، وربما تجزيء المسألة سيساعدكما على تحقيق هدفكما، بمعنى لو أنك طرحت عليه فكرة شراء قطعة أرض، ثم التفكير ببنائها كمرحلة ثانية، أقول ربما وضع الأمر بهذه الصورة سيجعله يفكر في التخطيط لحياته بصورة أفضل، وربما تدخل أحد الكبار من أهلك أو من أهله ممن يكن له زوجك الاحترام دور في تكوين قناعته، ولكن احذري من أن يطرح الموضوع على زوجك باعتباره شكوى منك، وانتبهي لجملة أمور مهمة في علاقتك بزوجك، فهو رجل وضعك ووضع أولاده في قائمة أولوياته، وحرصه عليكم كبير، وعالمه يدور حولكم، فلا تخسريه، والمشكلة الثانية التي تقعين بها والتي هي على صلة بما سبق أنك تأخذين الأمور بمزاح في حين أن زوجك يأخذها بجدية، وأخشى أن حساسية زوجك مع مزاحك الكثير قد جعلاه يراك لا مبالية بما يقول أو بما يشعر به، كما أخشى أن يكون فهمه لمزاحك قد أوصله مع حساسيته الزائدة إلى اعتبارك زوجة لا تحترم زوجها، انتبهي وراعي طريقة قراءة زوجك لسلوكك، وابتعدي عن المبالغة في المزاح حتى لا يفهم مرادك بصورة مغلوطة، أما أنك تعاودين مصالحته حين تختلفان فأمر ليس بالخاطئ، بل إن ما تفعلينه يذيب ما قد ينشأ بينكما من جليد بسرعة، وهذا أمر محمود وأفضل بكثير من اتخاذ مواقف سلبية وترك الأمور تدخل في طريق القطيعة أياما طوالا.