«والله أحب ابني، ولم أتعمد قتله».. بهذه الكلمات خرج خضر سيد والد قتيل ينبع وسام عن صمته طوال الفترة الماضية في حديثه ل «عكاظ» والحزن يسكن صوته، والدموع تنهار من عينيه، مضيفا «لم يخرج من قلبي وسام منذ مقتله، هو حبيبي الذي لم أذق طعم النوم بعد رحيله». ويقول والد وسام الذي لم يتجاوز عمره عند وفاته 14 عاما في آخر أيام الاختبارات للفصل الدراسي الماضي، إنه توجه قبل وفاة ابنه بأسبوع إلى جدة لشراء هدية النجاح لابنه «دراجة نارية صغيرة»، موضحا أنه لاحظ أثناء الرحلة شراء ابنه سلاحا أبيض صغيرا (سكين) بمبلغ 5 ريالات، لكنه سحبها منه خشية عليه من استخدامها بطريقة خاطئة حتى لا يضر نفسه أو الآخرين. وقبل أن يكمل حديثه توقف الأب ليكفف دموعه، وتنهد بألم، ثم أضاف: «احتفظت بالسكين في جيبي طيلة الأسبوع الذي سبق موته، ولم أعلم بأنني سأتسبب بذلك في مقتل طفلي الذي أحبه بشكل لا يمكن وصفه رغم أن لدي ولدين غيره من زوجة أخرى، إضافة إلى شقيقاته، وهو آخر العنقود، وليتني تخلصت منها قبل أن يحدث لابني مكروه». ويؤكد خضر سيد أنه لا يمكن أن يتعمد قتل طفله في ظل حرصه الشديد عليه وحبه له «ولعل ذهابي إلى جدة لشراء هدية نجاحه، وتكبدي عناء السفر إلى جدة مسافة 360 كم لإرضاء ابني القريب من قلبي أكبر دليل». ويروي والد وسام تفاصيل يوم مقتل ابنه، بالقول «يومها دخلت معه في عراك بسيط لعدم سماعه نصائحي بعدم الخروج من المنزل أو البقاء خارج المنزل لوقت متأخر، لكن العراك انتهى للأسف بمقتله، ليعقب الحسرة والألم في نفسي، ويفقدني ابني في لحظة غضب ندمت عليها، وسأبقى نادما ما حييت كثيرا، وليس لي حيلة للتكفير عن ذنبي الآن غير التوجه بالتوبة وطلب المغفرة من رب العالمين». ويؤكد والد وسام تميز علاقته بابنه باعتباره الوحيد الذي يزوره دائما قادما من منزل والدته، ويتناول معه وجباته الغذائية، ويتركه في أحيان كثيرة داخل المنزل أثناء توجهه إلى عمله في المؤسسة العامة للبريد، مضيفا «ولم تكن بيننا أي مشاكل، باستثناء المشاكل التي وقعت مع والدته حول حضانته». ووجه خضر سيد رسالة إلى بناته شقيقات وسام مفادها «أحبكم، ولم أتعمد قتل شقيقكم وسام». يشار إلى أن والد وسام ظهر عليه التلعثم والارتباك عند ذكر اسم ابنه، ولم يستطع إيقاف ذرف دموعه وقت الحديث معه، رغم إظهاره تماسكه وحديثه بصوت منخفض دون تضجر، إذ كان يجيب على الأسئلة دون تعمق ليعود على تأكيد محبته لابنه الراحل. ويمتلك والد وسام موهبة في العزف على آلات موسيقية متنوعة «عود، كمنجة، وقانون»، ومنظم سابقا لفرقة ينبع للفنون الشعبية التي لا يبعد مقرها كثيرا عن منزله القديم في حي الزهور في ينبع.