تحدثت والدة وسام (شربات) بصوت يتقطع بسبب البكاء من على سريرها في مستوصف ينبع الأهلي إثر تعرضها لانهيار بعد فقدها لابنها الوحيد، وقالت «حرمني من كل شيء» ثم توقفت، ليلتقط شقيقها طرف الحديث ويوضح ل«عكاظ» أن والد وسام كان يربطه بالسلاسل رغم أن الابن يعامل والده بلطف ويتردد عليه في منزله بشكل دائم من فترة لأخرى ليتناول معه الطعام. والدة وسام عادت لتكمل حديثها مشيرة إلى أن والده كان دائما يهددها وسبق أن نشرت قضيتها وخوفها من الترحيل وإبعادها عن أطفالها عبر «عكاظ» بتاريخ السبت 23 صفر 1429ه. وأضافت: كنت أتوسل إليه أن يترك ابني الوحيد منذ فترة طويلة بعد اعتداءاته المتكررة عليه لأربيه مع أخواته، ولم أتوقع أن يقدم على قتله وأن أشاهد ابني مرميا في الصالة ووالده يردد بصوت عال «قتله بالسكين» ويتركني اتعب دون رحمة منه وافقد جميع الحلول لإنقاذه ولم أجد أمامي إلا حمله على كتفي والنزول به من الشقة محاولة إسعافه بعد أن لطخت دماؤه مدخل المنزل دون فائدة فقد سبقنا الموت إلى روحه الطاهرة. إلى هنا توقفت الأم المكلومة عن الحديث وبدأت في الصراخ داخل المستوصف الأهلي لنتركها في كومة الأحزان المحيطة بها مع بناتها الأربع اللاتي حاولن أن ينقلن كفالتها على أحداهن دون جدوى. توجهنا مع خال وسام «الوافد» إلى الشقة المستأجرة التي تحتضن الأسرة (الأم وبناتها الأربع) ليفهمنا بأنه يتحمل رعاية الآسرة من وقت طلاق أخته شربات من زوجها قبل خمس سنوات بعد أن حصلت على حكم شرعي بذلك. أكبر أخوات وسام سوزان الأولى متوفقة دراسيا بالصف الثالث ثانوي، كذلك أختها الصغرى سوسن التي أكدت ل«عكاظ» وهي تبكي بأنها تلقت مكالمة من والدها بعد قتله لوسام وسألته عن السبب ولم يجبها برد شاف واكتفى بقوله «قتلته لأنه زهقني». وزادت بقولها: حاولت أختي الكبيرة «سوزان» كفالة أمي لكن النظام لم يسمح لها - حسب ما أفهمت - مؤكدة أنها وشقيقتها لا تزوران والدهما لأنه يسيء لهما بشكل دائم، وأكملت: حتى وسام رحمه الله لم يسلم من أذيته فقبل قتله قطع له كتبه المدرسية وقام بحرقها ودخل الاختبار دون أن يكون لديه كتب يذاكر منها كباقي أقرانه الطلاب. وعاد خال وسام ليؤكد لنا من خلال صك شرعي زود الصحيفة بنسخة منه بأن أقارب طليق أخته من الدرجة الأولى شهدوا عليه داخل المحكمة وتم صرف النظر عن دعوى الحضانة التي يطالب بها لأمور ذكرت في الصك الشرعي (بتاريخ 29/ 4/1429ه ورقم 35 /3 ) حيث ذكر به على لسان إحدى البنات بأن والدها يضرب والدتها أمامها بشكل دائم لذلك تضطر دائما للدخول في أحد الدواليب خوفا منه حتى أنها من شدة الخوف تبول على نفسها. وطالب خال وسام من خلال «عكاظ» بسرعة إنهاء إجراءات الدفن وحضور الطبيب الشرعي من المدينةالمنورة لكتابة التقرير الذي يسمح لنا بدفن ابننا رحمه الله. الأب ارتدى زياً رياضياً وقصد المستشفى وراء ضحيته وضعت الجهات الأمنية حراسة مشددة على منزل القاتل بعد أن أغلق جواله وتم البحث عنه في استراحة خاصة يملكها في مخططات المنح دون جدوى. وكان الوالد القاتل قد هرب من موقع الجريمة واتجه إلى منزله بهدف تبديل ملابسه الملطخة بالدماء بلبس رياضي، ومن ثم اتجه بهدوء إلى المستشفى العام في ينبع ليتابع حالة ابنه. وعند وصوله لاحظ رجل الأمن المتواجد بالمستشفى الارتباك عليه فسأله عن سبب حضوره للطوارئ ليفيده مباشرة ودون التفاف بأنه طعن ولده وحضر للاطمئنان عليه. وعلى الفور تحفظ رجل الأمن عليه وأبلغ الجهات الأمنية حيث تم القبض عليه دون أي مقاومة، وظل مع رجل الأمن داخل غرفة الحراسة. وأنكر الأب بعد القبض عليه أنه تعمد قتل ولده بل كان حريصا على تربيته بالضرب بالعصا التي يحملها قبل حضوره إلى منزل والدته، وأشار إلى أنه وجد السكين مع ابنه قبل أيام واحتفظ بها. ويثبت صك الطلاق (تحتفظ الصحيفة بنسخة منه) أن والدة وسام المولود في عام 1419ه طلقت بتاريخ 13/6/1427ه من والده الذي شارف على إنهاء العقد الخامس من عمره ويعمل في بريد ينبع. والمفارقة العجيبة أن أحد شهود الطلاق قام بإزهاق روح زوجته أمام أطفالها قبل سنوات في محافظة قريبة من ينبع ولا يزال بانتظار الحكم الشرعي.