مع بداية اليوم الأول من الفصل الثاني، استأنفت طالبات ومعلمات مدرستي الثلاثون والابتدائية والتاسعة عشرة في حيي المنسك والنميص، يومهن مع ضجيج الآليات وركام مخلفات مواد بناء والترميمات أمام مداخل المدرستين، إلى جانب تصاعد الأتربة والأبخرة الكربونية في الأجواء الداخلية والخارجية، الأمر الذي كان له الأثر البالغ في تدني حصيلة استذكارهن في الأيام الدراسية الأولى وتعريض صحهتن لخطر استنشاق مخلفات الأدخنة الكربونية الناتجة عن المعدات الثقيلة، إلى جانب تلبك الحركة المرورية مما تسبب في صعوبة دخول وخروج الطالبات والمعلمات، وتواجد مجموعة من العمال في موقع المشروع المجاور للأخيرة. «عكاظ» رصدت شكاوى عدد من أولياء الأمور حول المشهد بشكل عام، حيث عبر عدد منهم عن بالغ أسفهم إزاء اختيار التوقيت الخاطئ لبدء الترميمات بالتزامن مع بداية الفصل الثاني، يقول كل من محمد العسيري وبندر مسفر الشهري من سكان حي المنسك: «تفاجأنا بوجود أكوام مخلفات أعمال الترميم التي نفذت خلال الإجازة تتوسط مدخل المدرسة الثلاثون دون إزالتها، مما يشكل خطرا على صحة الطالبات بشكل عام أثناء دخولهن المدرسة أو خروجهن من المدرسة، فضلا عن تعطيل الحركة المرورية وتشويه المظهر العام، وما زاد الطين بلة معاناة الطالبات على مدى عدة أعوام والمتمثلة في ضيق مساحة المبنى المستأجر الذي يضم أكثر من 400 طالبة وكثرة الأعطال الكهربائية التي تهدد بحدوث كارثة». ويرى ملفي عبدالله القحطاني وسعيد عبدالرحمن الشهراني أن حال المدرسة التاسعة عشرة للبنات في حي النميص لايختلف عن سابقتها، وقالا بلسان واحد «النفايات وبقايا أعمال مشروع إنشاء المدرسة الرابعة عشر للبنات والمجاورة للمدرسة تنتشر في محيط المدرسة والمدخل بشكل خاص، إضافة إلى تواجد أعداد من العمال يجرون أعمال الإنشاء والتبليط والتلييس خلال أوقات الدوام الرسمي، ما تسبب في ازدحام المواقف الخاصة بالمدرسة، وتعالي أصوات المعدات المستخدمة، وسبق لإدارة المدرسة أن تقدمت بشكوى لإيجاد حل عاجل لمشكلة الضجيج الناتج عن آليات الصيانة، وتسلق عدد من العمال للسور المجاور لباحة المدرسة وانتهاك خصوصية الطالبات». من جهته، أشار مهندس المشروع إلى أن الأعمال القائمة عبارة عن إنشاء بناء للمدرسة المتوسطة الرابعة عشرة للبنات، وتمتد مدة المشروع حسب العقد المبرم ل 20 شهرا، إلا أن المشروع تم إنجازه خلال 11 شهرا، وسيتم تسليم المبنى خلال اليومين المقبلين، وبالتالي سيتم إزالة كافة مخلفات أعمال الإنشاء من أمام المدرسة بالكامل وتنظيف الشارع وتسليمه إلى الجهه المختصة، وخلال عمليات الإنجاز تم عمل إنشاء حواجز من «الزنك» على نوافذ المدرسة من جهة المشروع وتغطيتها بالكامل، بهدف مراعاة الخصوصية وحرمة الطالبات والمعلمات في المدرسة المجاورة. إلى ذلك، قال مدير الإعلام التربوي بالإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة عسير أحمد الفرحان، إن الأعمال الجاري تنفيذها حاليات تهدف لإنجاز بعض المشاريع الخدمية، وصاحب المنشأة أو المالك ملزم بإزالة مخلفات البناء أو الترميمات، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة رفع أي شكوى في ذات الشأن، ومبنى المدرسة القائم حاليا في حي النميص على وشك الانتهاء وسيتم تسليمه قريبا، وهو مبنى نموذجي جديد سيخدم ويستوعب عددا كبيرا من الطالبات ويسهم في تقليص نسبة المدارس المستأجرة.