استنجد سكان وقف الملك عبدالعزيز في العين العزيزية في حي بترومين جنوبجدة، بإمارة منطقة مكةالمكرمة، للبحث عن حلول لهم بعد أن تفاجأوا بتسليم إدارة نظارة الوقف، العمائر السكنية لشركة خارجية لاستثمار عقارات الوقف، مع صدور إشعارات تشير إلى إبرام عقود جديدة مع أحد المستثمرين رفع الإيجارات إلى 100 في المائة، ما يجعلهم مهددين بالطرد. وحصلت «عكاظ» على الإشعار الذي وجه إلى السكان ويشير إلى العقد المبرم بين وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية، حيث تم إسناد تأجير العمائر الست إلى الشركة. وأشار أفراد 96 عائلة في ست عمائر، بينهم الأرامل، المطلقات وكبار السن، في شكواهم إلى أنهم كانوا يدفعون إيجارات مقابل هذا السكن الخيري تتناسب مع أوضاعهم المعيشية، لكن بعد تلك الإشعارات سيجدون أنفسهم مهددين بالطرد. يقول عصام يحيى أحمد «والدتي تسكن في شقة داخل عمائر الوقف منذ 12 سنة، وكان والدي يعمل في العين العزيزية منذ 23 عاما، على وظيفة مأمور سنترال، وبعد أن توفي بقيت والدتي وحيدة لا يوجد لديها أي مسكن سوى هذا الوقف، إذ تدفع إيجارا قدره 7800 ريال، لكنها استيقظت على دخول مستثمر جديد للعمائر والذي لم يتأخر في رفع إيجارات الشقق السكنية إلى 100 في المائة». وأضاف «إن العمائر الست وضعها لا يسر وتعاني من الإهمال، ولا توجد بها صيانة أو حتى نظافة، ومياه المجاري تحيط بها من كل جانب، وفوق هذا السكان راضون بالوضع وبها لأنهم سكنوها منذ سنوات طويلة، وتناسب وضعهم». ويقول العم سلمان بن مردود 55 سنة، والذي يسكن في إحدى شقق العمائر منذ العام 1425 ه «إن وضعي لا يختلف عن سكان الوقف، وتفاجأت مثل غيري من السكان بإبرام عقود جديدة». وزاد «لدي خطاب من الإمارة موجه إلى مدير نظارة وقف الملك عبد العزيز رحمه الله حيث كانت لدي قضية لدى لجنة العفو وإصلاح ذات البين، متعلقة باسم ابني، وقد ألزمتني اللجنة بالتحول بسكنه من حي كيلو 14 الجنوبي إلى حي آخر في أسرع وقت ممكن، وأشار إلى أنه يعاني من سوء أحواله المادية ولديه أسرة كبيرة». وتقول أم لؤي «أنا امرأة أرملة ولدي اثنان من الأبناء ما زالا على مقاعد المدرسة، وأحاول جاهدة أن أهيئ لهما كل شيء حتى ينهيا دراستهما، ولم نتوقع يوما أن يأتي أحد ويحملنا عبئا جديدا ويزيد من معاناتنا، برفع الإيجارات. وبينت الأرملة أم إبراهيم، (60) سنة، قائلة «استيقظت على وجود إعلان معلق على باب الشقة التي أسكنها، من وقف الملك عبدالعزيز، يرحمه الله، للعين العزيزية، يهيب بجميع المستأجرين الالتزام بدفع الإيجار المستحق وفي مواعيده المقررة وفق العقود المبرمة معنا». وأضافت أم إبراهيم «لم أكن أعلم أن هناك زيادة في الإيجارات، إذ لم يكن في الإعلان أي شيء عن الإيجار سوى الالتزام بالدفع، لكننا اكتشفنا بعد إرسال إشعارات المستثمر الجديد بأن هناك إيجارات جديدة تفاجأنا بأنها تصل إلى 100 في المائة». ومن جهته أوضح محامي الشركة المتعاقدة عبدالله مليباري أنه بناء على العقد المبرم مع وقف الملك عبدالعزيز للعين العزيزية بإسناد تأجير العمائر السكنية الكائنة في حي بترومين للشركة على مدار 20 عاما وقفنا على العمائر ووجدنا أن وضعها الحالي متدهور ومتهالكة، وتنعدم فيها الصيانة وتحتاج إلى عمل لإعادة ترميمها، لأننا دخلنا كمستثمرين، مضيفا «إن إيجار الشقق أقل من سعر السوق في الوقت الحالي ووضع العمائر الآن هو بنظام الاستثمار الذي يجيز تهيئتها وترميمها وتطويرها، حيث سيخصص لكل عمارة ما يقارب 500 ألف ريال، وسيكون مقابل ذلك الدخول في مرحلة جديدة بالنسبة للإيجارات، فليس من المعقول أن تصرف تلك المبالغ الطائلة ويبقى الإيجار كما هو عليه الآن»، مشيرا إلى أن هناك عقودا جديدة مع السكان حسب الإشعارات التي وجهت إليهم، مبينا أن ريع هذا الوقف يذهب إلى عمل خيري. يشار إلى أن الأمين العام لوقف الملك عبدالعزيز يرحمه الله للعين العزيزية المهندس محمد بافرحان قد وجه خطابا، حصلت «عكاظ» على نسخة منه، إلى المستأجرين في العمائر السكنية 1،2،3،4،5،6 أشار فيه إلى العقد المبرم بين الوقف والشركة المتعاقدة والقاضي بإسناد تأجير العمائر إلى المتعاقد، موضحا أنه لا علاقة بوقف التأجير للعمائر المذكورة وأنه في حالة الرغبة في دفع الإيجار أو أي استفسارات أخرى فإنه يلزم مراجعة المتعاقد مباشرة وذلك من تاريخ العقد. وأهاب الأمين العام للوقف بجميع المستأجرين الالتزام بدفع الإيجار المستحق وفي مواعيده المقررة وفق العقود المبرمة معهم.