مما يؤسف له أن رجال المجتمع والصحافة والإعلام وغيرهم، يظلون ساكنين لاهين غائبين، حتى تحصل حادثة أو كارثة فيبدأ الجميع في البكاء واللطم على قاعدة المثل الشعبي القائل: «جنازة وشبعوا فيها لطما»، فإذا شبعوا من اللطم وهدأت حرارة الحادثة أو الكارثة تلهى اللاطمون عنها وانصرفوا إلى حياتهم الخاصة والعامة، فلا يفيقون إلا على جنازة جديدة يمارسون من أجلها اللطم والبكاء إلى حد التشبع.. وهكذا دواليك، دون أن تلوح في الأفق أي جهود فعالة تؤدي إلى إنهاء أو خفض أعداد الجنائز المرشحة لعملية اللطم حاضرا ومستقبلا لأن العملية نفسها تنتهي مع مناسبتها والضحايا الذين تم التباكي عليهم واللطم من أجلهم تطوي الأيام ذكراهم، فلا يعود هناك مجال لتذكرهم إلا عند حصول مأساة جديدة!. إن العديد من المخاطر التي تقف وراء ما يحصل من مآسٍ مروعة، هي مخاطر بادية للعيان وربما تم التحذير منها أو كتب عن وجودها مذكرات وجرت حولها مخابرات، ولكن لا شيء يتم على أرض الواقع فإذا حصل المكروه انبرت الأقلام الصحافية لتندد بما حصل وتبارت الجهات الرقابية بعد إفاقتها من غفوتها لتعلن عن الحساب العسير الذي سوف ينال المتسبب في وقوع المأساة وما أدت إليه من خسائر في الأرواح وأخذ كل طرف يلطم بطريقته الخاصة على الجنازة المسجاة أمامهم حتى يشبعوا من اللطم ويشهد القاصي والداني بأنهم أمسوا محترفين لفن اللطم، فإن لم يشارك كتاب صحافيون في عملية اللطم سئلوا ما لكم لم تشاركوا في اللطم وفاتتكم المناسبة؟ هذا إن لم يتهموا بأنهم بلا إحساس بعيدون عن هموم الوطن ومآسيه وأتراحه أو أنهم عاجزون عن اللطم أصلا لأن أيديهم قد ذبلت فلم تعد قادرة على شدة اللطم. وفي النهاية فإن المحصلة أن المآسي والحوادث يأخذ بعضها برقاب بعض فلا تقابل في كل مرة إلا بمزيد من اللطم دون أن يكون هناك وقاية سابقة ولا معالجة لاحقة، فلماذا لا تتكرر المآسي والحوادث ؟!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة