.. في مقال الأستاذ محمد أحمد الحساني المنشور يوم الأحد 4/11/1432ه مقارنة صريحة لما كان عليه حال أهل التقوى من تجنب تولي القضاء لدرجة أن بعضا منهم يضطر للهجرة لئلا يختاره الحاكم لتولي القضاء بينما أصبح منصب القضاء اليوم من المناصب التي يتزاحم عليها بعض ذوي العلم، بل إن الشفاعات تطلب وتبذل حتى يفوز طالب من طلبة العلم بوظيفة قاضٍ أو حتى ملازم قاضٍ تمهيدا ليصبح قاضيا فيما بعد، وقد أعادني أخي الأستاذ محمد أحمد الحساني بما كتب للرسالة التي وجهها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما ونصها: (أما بعد: فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة، فافهم إذا أدلي إليك، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له، آمن الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك، حتى لا يطمع الشريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك، البينة على المدعي، واليمين على من أنكر والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا، ومن ادعى غائبا أو بينه فاضرب له أمدا ينتهي إليه فإن بينه أعطيته بحقه وإن أعجزه ذلك استحللت عليه القضية فإن ذلك هو أبلغ في العذر وأجلى للعمى. ولا يمنعك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت لرشدك أن تراجع فيه الحق فإن الحق قديم لا يبطله شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. والمسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجربا عليه شهادة زور أو مجلودا في حد أو ظنينا في ولاء أو قرابة فإنه الله تعالى تولى من العباد السرائر وستر عليهم الحدود إلا بالبينات والإيمان، ثم الفهم الفهم فيما أدلى إليك مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة. ثم قايس الأمور عندك واعرف الأمثال ثم اعمد فيما ترى أيها أحبها إلى الله وأشبهها بالحق، وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذي والتنكر عند الخصومة أو الخصوم شك أبو عبيد فإن القضاء في مواطن الحق مما يوجب الله به الأجر ويحسن به الذكر. فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين بما ليس في نفسه شانه الله، فإن الله تعالى لا يقبل من العباد إلا ما كان مخلصا، فما ظنك بثواب عند الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته). رسالة تنطق بالحق ليتوفر العدل الذي هو مفخرة المسلمين.. وتحية لأخي الأستاذ محمد الحساني الذي أثار موضوعا غاية في الأهمية. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة