ما زالت مستنقعات المياه الراكدة التي خلفتها أمطار العام الماضي تنتشر في الأحياء السكنية شرق محافظة جدة، بعدما تخلفت الجهات المعنية عن ردمها أو نزحها طيلة الشهور الماضية، بالرغم من الشكاوى المتعددة التي قدمها السكان لأمانة المحافظة وشركة المياه الوطنية لاتخاذ الحلول اللازمة لمعالجة وضع هذه المستنقعات. ولا تقتصر معاناة سكان أحياء الأطلال، المنار، السامر على هذه المستنقعات بل تتجاوزها إلى انتشار الحفر الوعائية الممتلئة بالمياه في العديد من الطرقات والشوارع. يقول سالم الغامدي، من سكان حي المنار، «منذ أعوام ونحن نعاني من انتشار هذه الحفر الوعائية جوار منازلنا كونها تسببت في تكاثر البعوض بشكل متواصل وطيلة أيام السنة، لامتلاء العديد منها بمياه أمطار العام الماضي». وأضاف «كانت معاناتنا من الحفرة العملاقة الواقعة شمال شرق جسر بريمان وبعد أن قامت أمانة جدة بدفنها شعرنا بالراحة وتوقعنا أن تنتهي مشكلة البعوض في الحي بشكل نهائي، لكن المفاجأة كانت بأن البعوض ما زال منتشرا في الحي». ويستطرد شارحا المعاناة «كانت المفاجأة أن تلك الحفر الواقعة بالغرب عنا ما زالت ممتلئة بكميات كبيرة من المياه التي لم تتمكن الأرض من امتصاصها لأنها متشبعة بالمياه اساسا». وانتقد تأخر أمانة جدة وشركة المياه الوطنية عن إيجاد الحلول المناسبة لهذه الحفر الوعائية الممتلئة بالمياه الراكدة، بالرغم من الشكاوى المتعددة التي قدمها السكان للجهتين. سلمان السلمي يقول «العديد من المستأجرين في العمارة السكنية التي امتلكها بالقرب من حي المنار انتقلوا لأحياء أخرى والبعض الآخر هددني بالانتقال ما اضطرني إلى تخفيض الإيجار السنوي بما يعادل 25% مقارنة بالعمائر السكنية الواقعة في الأحياء المجاورة لنا، الأمر الذي كبدني خسائر مالية فادحة». وأضاف «بمجرد غروب الشمس تنتشر أسراب البعوض داخل الحي بشكل كبير، ما يهدد بظهور العديد من الأمراض الوبائية الخطرة بين السكان، الذين لم يجدوا حلا لمواجهة اللسعات غير استخدام المبيدات الحشرية المركزة». ويرى سالم المطرفي أن كثرة المياه التي تتواجد في الأحياء السكنية شرق جدة يعود إلى بحيرة الصرف الصحي التي تسربت كميات كبيرة من مياهها إلى مختلف الأحياء من باطن الأرض. ويقول «بالرغم من تجفيف البحيرة في وقت سابق إلا أن آثارها ما زالت موجودة في باطن الأرض ونحن في حاجة ماسة بأن تقوم أمانة جدة بإزالة تلك الآثار التي قد تؤدي إلى أضرار جسيمة ذات آثار سلبية بالغة». وأضاف «توجد بالقرب من الحي حفرة عملاقة ممتلئة بالمياه التي لم تمتصها الأرض لتشبعها بكميات كبيرة من المياه». وأشار إلى وجود العديد ممن يرغبون في بناء منازلهم داخل الحي، الذين فوجئوا عند البدء بحفر أراضيهم بالمياه تخرج لهم في حدود المتر تقريبا، ما يستدعي العمل على تنفيذ مشروع لتخفيض منسوب المياه الجوفية في الأحياء السكنية شرق محافظة جدة». من جانبه أكد مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة، تفاعل الأمانة مع شكاوى السكان، من خلال البدء في ردم تلك الحفر العملاقة والتي ما زالت تحتفظ بالمياه منذ فترة طويلة. وأضاف «هنالك أيضا سيارات متخصصة في الرش الرذاذي والضبابي تعمل على رش المواقع المصدرة للبعوض وتقوم بعملها أيضا في الأحياء المتضررة من البعوض في أوقات محددة يوميا».