اشتكى عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة الظروف المادية القاسية التي تواجههم في توفير متطلبات الحياة، سواء مع أسرهم التي يعيشون داخلها، أو لاحتياجاتهم الشخصية في توفير الوسائل التي من خلالها يستطيعون التغلب على إعاقاتهم، وتحقيق بعض أمانيهم كالزواج والعمل والاستقلالية وغيرها، مستائين في الوقت نفسه من إغفال المسؤولين المختصين لدورهم وعدم تلبية احتياجاتهم، مستدلين بذلك على عدم زيادة الإعانات التي تقدم لهم من وزارة الشؤون الاجتماعية، معتبرين أن المبلغ الذي يتقاضونه لا يفي بأقل احتياجاتهم الخاصة، فضلا عن عدم توفير الوظائف لهم لتأمين مستقبلهم وسد حاجاتهم ومتطلباتهم اليومية، إضافة إلى إغفال الشؤون الاجتماعية عن دعمهم مثلا ببطاقات تخفيض قيمة تذاكر السفر سواء بالطائرات أو النقل الجماعي أو التخفيض في قيمة السكن في الفنادق والشقق المفروشة، كما هو الحال لبعض الفئات الخاصة. المعوق فرج دحيم الدوسري قال «ولدت مكبلا بالإعاقة دون أيدٍ سوية، حيث لا يوجد في جسمي سوى إبهام مغروس في كتف اليد اليمنى، وعشت سنوات صباي منكسرا حزينا لا أقوى على ملاعبة أقراني، وشيئا فشيئا ومع مضي السنوات كبرت وتكالبت علي الهموم وقهرني العجز وأوجعتني نظرات الآخرين، في وقت تخلا عنا والدي بعد أن تركنا خلفه وذهب يعيش مع زوجته الثانية، وتثاقلت علي الهموم وظللت أكابد طلب لقمة العيش، والبحث عن وظيفة تسترني وأشقائي ووالدتي المريضة، الذين يقطنون معي في بيت مستأجر في محافظة وادي الدواسر، وليس لي وأسرتي أي مصروف، سوى مستحقات الضمان الاجتماعي البالغة 800 ريال فقط، وهو لا يكفي متطلبات الحياة». ويضيف «حاولت الانتحار أكثر من مرة بعد أن أوهمني الشيطان بأني أصبحت عالة على أسرتي بسبب الإعاقة والعجز، لكن لم تنجح محاولتي ولله الحمد، فأيقنت أن الله هو من منعني من الانتحار وخرجت من هذه المحاولة أقوى من ذي قبل، فثابرت في تعليمي حتى حصلت على شهادة متواضعة، لكنها تعتبر إنجازا لمثل من مر بتجربتي وقاسى مثلما قاسيت، وحثثت الخطى بعد حصولي على الشهادة بحثا عن وظيفة تسد رمقي وتساعدني وأسرتي على ظروف الحياة القاسية، وللأسف لم أجد مصدر رزق حتى الآن، ولا أعلم ماذا أفعل رغم أن المبررات التي تقدمها لي الجهات الحكومية في وادي الدواسر غير مقنعة». وبعث معوق آخر رسالة نصية كتب فيها «السلام عليكم، ممكن خدمة، أنا معوق لدي صعوبة في النطق ولا أستطيع التكلم واسمي مسفر بن خلف النتيفات، عندي معاناة وأبى أن يصل صوتي إلى الملك أبي متعب، لأني أريد أن أتزوج، لكن وضعي المادي سيئ جدا، وأحتاج أقل شيء 400 ألف ريال، حتى أؤمن لي منزلا وأتزوج، وأنا من أسرة فقيرة، وعدد أفرادها يفوق 20 شخصا ونسكن جميعنا في منزل واحد». وأما معوقة رمزت لاسمها (بأسيرة الكرسي)، فبعثت رسالة نصية كتبت فيها «السلام عليكم، أنا من ذوي الاحتياجات الخاصة ومعوقة حركيا، من أسرة محدودة الدخل وظروفي صعبة جدا، أحتاج إلى من يمد لي يد العون ويساعدني، حيث وقع لخطيبي حادث وفقد مبلغ إيجار الشقة وخسر كل ما جمعه خلال سنواته ولإتمام متطلباتي واحتياجات زواجنا، أوجه ندائي لأهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة ولكل من يستطيع أن يقف إلى جانبي وينقذ حياتي الزوجية من الفشل». (أم لين) تقول «أنا مواطنة مصابة بالصرع وأم لطفلة مصابة هي الأخرى بالتوحد، أطالب بزيادة إعانة أصحاب الاحتياجات الخاصة إلى ثلاثة آلاف ريال كحد أدنى، مع تخفيض تذاكر الطيران الدولي والمحلي، وكذلك قيمة السكن في الفنادق والشقق المفروشة في أي مكان، وأناشد المسؤولين التكفل بعلاج ابنتي، خاصة أن زوجي عاطل عن العمل وليس لديه أي دخل أو ضمان اجتماعي». من جهته، قال عضو الجمعية الخليجية للإعاقة والرابطة الخليجية للتوحد صالح بن علي العرجاني، إن الخدمات التي تقدم لذوي الاحتياجات الخاصة لا تنفذ إلا على الأوراق فقط، مطالبا الجهات المختصة بتنفيذ الخدمات لهم على أرض الواقع، وأقلها منها المواقف الخاصة بهم والممرات التي تساعدهم على مراجعة الدوائر الحكومية والنزول إلى الأسواق، إضافة إلى تنفيذ القرار الخاص بهم الذي صدر من وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية والصحة، والمتمثل في إعطاء المعوقين حقوقهم في توفير السائق والخادمة لكل منهم مجانا دون أي مقابل، مشيرا إلى أن المكافأة المقدمة من وزارة الشؤون الاجتماعية ضئيلة ولا تتناسب مع متطلبات الحياة ولا بد من رفعها. ودعا العرجاني إلى أن يكون لذوي الاحتياجات الخاصة جهة تعنى بمتابعة جميع شؤونهم؛ التي منها تجديد البطاقات المصروفة لهم من وزارة التربية والتعليم وقت الدراسة وبعد التخرج، وتفعيلها في جميع القطاعات الحكومية والأهلية، لكي يستفيد منها على أكمل وجه، ويتم تسهيل مهمته بها في أي مجال بشكل خاص، حيث إن بعض الجهات الأهلية لا تتفاعل معها، بل إن الجهة تطلب من المعوق إحضار إثباتات أخرى من المؤسسة التي صدرت منها البطاقة. وواصل عضو الجمعية الخليجية حديثة، بأنه حضر ذات يوم إلى مكتب العمل في محافظة الخرج برفقة شاب معوق للبحث له عن فرصة وظيفة، فكان رد مكتب العمل بأنهم لم يوفروا وظيفة لشخص سليم، حتى يتم توفير وظيفة لشخص معوق، مطالبا الجهات المختصة بالحرص على توفير وظائف للمعوقين لكي تساهم في دمجهم في المجتمع السليم. «عكاظ» بدورها وضعت مطالب ذوي الاحتياجات الخاصة أمام مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الشؤون الاجتماعية بالرياض محمد العاصمي، إلا أنه رفض التعليق بحجة أنه لا يستطيع التعليق على هذه النقاط، محيلا الأمر إلى وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، الذي تعثر أيضا الوصول إليه.