كنت ولظروف شخصية، لم أتابع حلقة الشيخ الدكتور محمد العريفي، وكانت مداخلتي الهاتفية تتحدث عن حدة الطرح بين الطرفين، لأن الطرفين ينطلقان من حقائق نهائية وليس من رأي شكله عقل من خلال قراءته وتفسيراته، وكنت أستدل بما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه، حين سأله رجل: ما رأي الإسلام بكذا؟ فرد عليه ابن عثيمين: أعد السؤال، فكرر الرجل السؤال، وكرر الشيخ الجواب، إلى أن قال له: ما رأيك يا شيخ بكذا؟ وكان ابن عثيمين رحمة الله عليه يود أن يقول: إن الإسلام أكبر من أن يمثله شيخ أو إمام، وأن الإمام والمفتي والشيخ يقدمون رؤيتهم للإسلام، وليس الإسلام. بمعنى أن الشيخ كان يريد أن يقول لنا: هذا رأيي أنا وليس رأي الإسلام، حتى يمنح معارضيه أن يجتهدوا ويعترضوا، فالمسلم باستطاعته أن يختلف مع مسلم آخر في تفسيره ورؤيته، بيد أنك حين تلبس رأيك الإسلام يصبح المعارض ضد الإسلام وليس ضد صاحب الرؤية. قلت: كنت ولظروف شخصية لم أتابع الحلقة، وحين تابعت الإعادة أذهلني الدكتور «العريفي» إذ تخلى عن وقار الأكاديمي والشيخ واستخدم لغة لا يمكن لك سماعها في حوار وقور، فمن يخالفه لا يساوي بصقة مفتي، وثمة بشر لا يساوون «حذاء» كما قال «العريفي». حاول المقدم الدكتور عبدالعزيز قاسم أن يخفف حدة الشتائم تلك ليحافظ على وقار برنامجه، إلا أن العريفي استشهد بآيات قرآنية، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حادا مع الكفار والمنافقين. وإن قبلنا بفكرة حدية اللغة مع الكفار والمنافقين، فهل ثمة رواية في كتبنا أو حتى في كتب أعداء الإسلام، تروي أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصف بشر أنهم لا يساوون بصاقا، أو حذاء، تعالى سيد الخلق عن مثل هذه اللغة؟ لماذا نشوه الإسلام بأيدينا، ونعلن أنه يبيح لنا فعل هذا، فيما الله عز وجل كرم الإنسان؟. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة