كنت قد كتبت الثلاثاء الماضي مقالا بعنوان «الهيئة الشرعية .. من يتق الله»، وكان يتحدث عن قتل «مها» طبيا، وأن اللجنة حكمت بدية 50 ألف ريال وكفارة، وأن علينا إعادة النظر في هذه المسألة فالمائة من الأبل قبل 14 قرنا تساوي الآن ثروة طائلة وليست مائة ألف ريال. فجاء تعليق استشاري أمراض نساء وولادة وعقم وجراحة المناظير وعضو «الهيئة الطبية الشرعية» الدكتور انتصار الطيلوني على المقال ليؤكد أن الهيئة تحكم بشرع الله، ثم أضاف مهددا «إلا إذا أراد الطريقي الحكم بغير هذا الشرع فهذا شأن يخصه». أمر محبط إذ يأتي شخص وقبل اسمه صفات كثيرة «استشاري دكتور عضو الهيئة الطبية الشرعية»، ثم يقول وبسهولة «نحن نحكم بشرع الله». فهو هنا يحتكر الشرع بعمد، أو بجهل منه، وهذا لا يحق لأحد مذ انتقل سيد الخلق صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى. ذات مرة جاء رجل يستفتي عالم دين جليل، فقال له: ما رأي الإسلام في كذا وكذا؟ فطلب منه العالم إعادة صياغة السؤال، فكرر السؤال، فجاءه نفس الجواب، إلى أن قال الرجل: ما رأيك في كذا وكذا؟ يرى العالم أنه لا يحق لأحد أن يتكلم باسم الإسلام، فالإسلام أكبر من أن يحتكره أحد، وأنه هو وبقية العلماء مجتهدون، وما يقولونه اجتهاد لفهمهم للإسلام، ولا يعني قولهم إن هذا هو الإسلام. فيما الدكتور عضو الهيئة يرى أنه ما يقوم به شرع الله، معتمدا على أنه وقبل 14 قرنا كانت الدية «مائة من الأبل وهي مربعة»، ولكن هل سأل الدكتور نفسه: من كان يملك مائة من الأبل في ذاك الزمان، وهل كانت تعد ثروة طائلة؟ وإلى أن يجيب الدكتور عضو الهيئة «محتكر الإسلام» يمكن لي أن اعتذر للمواطن بأن قيمته مازالت رخيصة مع أنها قبل 14 قرنا كانت قيمة الإنسان كبيرة جدا، لدرجة أنه يخيل لي لو 95 في المائة من سكان المدنية المنورة في ذاك الوقت جمعوا كل أبلهم لن يستطيعوا دفع دية إنسان قتل بالخطأ. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة