إن المتأمل في ثقافة العصر ومدى تأثيرها على الطلاب، يدرك الدور والمسؤوليات المناطة بنا، ففي الفترة التي يعيش فيها الطلاب مرحلة انتقالية بين القديم والحديث من أنماط الحياة وطرائق التعليم وآليات اكتساب المعارف، تحف بهم مخاطر هذه الثقافات، وتؤثر في سلوكهم إما بالسالب أو الإيجاب. ومن هنا يأتي دور المربي، دور المدرسة الفاعلة المؤثرة، دور الأسرة المتعاونة، تتكامل هذه الأدوار لضمان إيجابية النشء، وتحسين سلوكه بما يتوافق مع قيمنا الدينية والاجتماعية، وتحصينه من سلبيات الثقافات والأديان، وهذا لا يتحقق إلا بمنهج موحد وأهداف معلنة، بين المعلم والمدرسة والأسرة. ولنا في التربية الإسلامية القدوة الحسنة، والمنهاج القويم، عندما أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم مجموعة من الأهداف للرسالة المحمدية، وسعى لتحقيقها مستعينا بالله ثم بالمجتمع المحيط الذي أدرك هذا الهدف وسعى أيضا إلى تفعيلة، وجعله المحرك الرئيس في تعاملاته. هذا الهدف هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وجاء تحقيق هذا الهدف إما بالبناء والتطوير، أو بالترك والامتناع، بأسلوب سهل تداخل مع نمط المعيشة ومتطلبات الحياة آنذاك. ورسالتي إلى كل معلم يحمل هموم أبنائه الطلاب، ويدرك مسؤولياته تجاههم، أن يجعل لعمله هدفا معلنا، يحققه في ذاته أولا، ثم يحث الآخرين على تحقيقه، بآليات مرنة بعيدة عن التعقيد والتكلف، تتلمس الاحتياجات وتتوافق مع الإمكانات، وبالتالي تعطي النتائج المطلوبة. ورسالتي إلى كل مديري المدارس والمرشدين الطلابيين الذين يدركون أدوارهم الحقيقية، أن يجعلوا تعديل السلوك وحماية هذا الطالب هدفا لهم، فهم يدركون تماما المشكلة المتكررة التي أصبحت ظاهرة، ولن يكون علاجها إلا بالتعاون ورسم الخطط السليمة، والبرامج العلاجية الهادفة. ورسالتي إلى كل أسرة علقت آمالها، بعد الله، بأبنائها، أن يحسنوا تربيتهم، ويزرعوا فيهم الأخلاق والمبادئ ويأخذوا بأيديهم إلى طريق المجد والنجاح وأن يحرصوا على متابعتهم ومعرفة أين يذهبون ومن يخالطون وأن يتواصلوا مع المدرسة بشكل دائم. فمن خلال هذا التكامل سنجد أننا في دائرة واحدة، نقدم الوقاية قبل العلاج، ونعلم الخير قبل الوقوع في الشر وننشر الأخلاق والمبادئ قبل أن تظهر الفتن والمفاسد. علي بن عوضه الشمراني مساعد مدير مكتب التربية والتعليم بشرق جدة