منذ 30 عاما وملاك العقارات في حيي الجوز والخريزة في منطقة القصيم القديمين ينتظرون صرف تعويضات منازلهم المزالة من قبل البلدية، خاصة بعدما استغل الباعة المتجولون الساحات الفارغة لفرد بضائعهم المختلفة وترويجها حتى غدت المنطقة حراجا ومصدر دخل للمجهولين. يقول العم صالح الحمد، لم تستطع البلدية إيجاد الحل المناسب لصرف تعويضات ملاك العقارات بالرغم من تعاقب الرؤوساء عليها، وبعض الملاك يتساءلون عن قيام البلدية بتأجير الساحات الفارغة على أصحاب المباسط ومن هنا تظهر المشكلة حيث أن البلدية تستفيد من مواقعهم دون أن تصرف تعويضاتهم. وأضاف من غير المعقول أن تقوم البلدية بهدم عقاراتنا منذ 40 عاما دون أن تمنحنا حقوقنا، فهناك مواطنون توفوا خلال هذه السنوات ولم تصرف لهم حقوق نزع ملكياتهم وهذه المشكلة يتحملها جميع من تولى رئاسة البلدية منذ هدم وإزالة العقارات، كما أن هناك إشكالية أخرى في الحي تتمثل في عمل البائعين المجهولين لحساب كفلائهم السعوديين. سعود الشليل يقول: هؤلاء الوافدون قد يعملون لحسابهم الخاص دون علم كفلائهم حيث أن السوق خاص بيوم الجمعة في وقت يغط فيه الكفلاء في نوم عميق. واعتبر سليمان السعيد أن البلدية وقعت في مأزق على مدى 30 عاما حيث أجرت الموقع لأصحاب المباسط ولم تسلم المواطنين حقوقهم، فمن الواجب على البلدية عدم تأجير ما لا تملك. يقول الدكتور يوسف الجريفاني يجب ألا تحدث مثل هذه المأساة حيث أن معظم ملاك العقارات ماتوا وحقوقهم لم تصرف فمن أين يؤتى بالشهود بعد كل هذه السنين ويجب أن يفهم القضاة بأن هذه الأملاك قديمة ولابد من إيجاد حل عاجل لها. الحل في الإزالة وأوضح مصدر مسؤول في بلدية عنيزة، أنه تمت إزالة المباني كونها آيلة للسقوط، وكذلك لوجود أسباب أمنية، صدر بموجبها قرارات تستلزم الإزالة. وأضاف تم تشكيل لجنة لمتابعة أوضاع من لا يحملون صكوك ملكية لتلك العقارات، خاصة وأن من يملكون الصكوك يبلغ عددهم قرابة 50 مواطنا فيما أن هناك أكثر من 200 عقار لا يملك أصحابها صكوك ملكية وعليهم مراجعة الجهات المختصة لاستكمال إجراءاتهم وحل أوضاعهم. وأكد رئيس المجلس المهندس عبدالعزيز البسام، في لقاء جمعه بملاك العقارات أن المستحقات المالية للعقارات موجوده وسيسعى المجلس لتذليل العقبات التي أعاقت صرفها. وذكر ممثل البلدية، أن المطلوب لصرف استحقاقات الملاك وجود صك شرعي ووكالة شرعية للوكلاء ومن لا يملك إلا وثائق فعليه مراجعة المحكمة لتحديد وضعه. وأضاف تم حصر الأملاك في حي الجوز والخريزة وقد نفذت البلدية الرفع المساحي للموقع وعند تعريف العقارت من أصحابها يتم معرفة استحقاقه المالي على ضوء المساحة المحددة لموقعه. نبذة تاريخية يعد حيا الجوز والخريزة من أقدم أحياء عنيزة، ويضمان مسجدين أثريين يحملان اسمي الحيين، يقول الباحث في التاريخ خالد بن سليمان الخويطر، يعتبر?مسجد الخريزة من أقدم مساجد المدينة وقد ورد خبره في أحداث عام 1133ه عندما قتل أمير الحي عوجان السبيعي، وكان حي الخريزة حارة مستقلة يحيط بها سور خاص وبناء على هذه المعلومات التاريخية يفترض أن يكون لها مسجد خاص بها، وأكثر الروايات تشير إلى أن تأسيسه كان في عام 1201ه، ولكن لا يستبعد أن يكون عام 1201 هو تجديد شامل وتوسعة لمسجد قديم قبله، وقد جدد مرة أخرى عام 1337ه?وقد تعاقب على إمامة المسجد كل من عبدالرحمن عبدالعزيز البسام وعبدالرحمن الدامغ وكان رحمه الله يتصف بالزهد وحسن الخلق ثم تولى ابنه سليمان الدامغ خلفا لوالده وكان من تلاميذ الشيخ ابن سعدي رحمه الله، ثم تولى بعده حمد الدهام وبعده تولى صالح الدريعي. وبالنسبة لمسجد الجوز المنتسب إلى حي الجوز الواقع شمال غرب عنيزة وهو من الأحياء العتيقة، وقد تأسس المسجد عام 1237ه وبالرغم من إزالة الحي بكامله إلا أنه بقي على حاله كما هو بتصميمه الطيني العتيق.