هل للحب من عمر افتراضي؟ سؤال أجد نفسي دائما تواقة للبحث له عن إجابة شافية في أدق التفاصيل اليومية العابرة؟ وما دعاني لطرح هذا التساؤل هو شغفي لمعرفة كل ما يدور خلف كواليسه بين الأمس واليوم.. يقول لي أحد الأصدقاء عن ذلك بأن كل شيء لم يعد ممكنا في عالم الحب لقد تغيرت الصور وتبدلت المشاعر وتوقفت كل شلالات النبض المؤدية للقلوب اليوم حتى الأحاسيس تحتاج إلى براهين وشواهد.. هناك الكثير من الناس الذين يسكنهم هذا الترنيم الجميل أصبحوا لا يحبذون إخراجه إلى فضاءات تفتقر إلى الرحابة ويخفون تجاربهم مع الحب في أعماق الذات؛ خوفا من عدم نجاحاتها أو لتداعيات أخرى يفرضها عليهم واقع الحياة المؤلم.. حتى الأشواق ذبلت أوراق ربيعها وخف وهجها وبريقها وعلى الضفة الأحزان تشاطرها الرأي مصطلحات الحب التي أضحت عبارات فقط يلفها الغموض والحيرة.. في هذا الزمان السير في درب الحب يعني الطريق إلى المجهول المرصود بالأقفال المغلقة. ماتت فطرة الحب ومضت على استحياء ومضض لأنها لم تجد بين الحنايا المغلفة الحضن الدافئ الذي ترتمي إليه في أرواح لا تجمعها سوى الانكسارات والوحدة.. لا أعلم هل للحب من عودة لإعطاء القلوب المتعطشة الأوكسجين المركز.. أو لا يمكن بأن يشرق مجددا بعدما انتهى عمره الافتراضي؟. عبدالله الطفيلي