ربما تكون - الهمسة- هي الخطوة الأولى في مشوار الأشواق.. والوشوشات.. والعذابات.. ربما تكون -الهمسة- هي الأخطر على القلب.. حين تتحول إلى إلحاح قوي يفرض علينا أن نستسلم.. وأن نرفع ايدينا!! وربما تكون -الهمسة- هي الأحلى في كل مشاوير حياتنا.. فنفرح.. ونحزن.. ولكننا لا ننسى الهمسة لأنها أول المشوار هذه الهمسة ركضنا إليها هذا الأسبوع.. لنحاورها.. نسألها.. ونستمع إليها.. فهي هذا الاحساس الضخم الذي ينام تحت جلودنا.. ويمور داخل عروقنا.. ويختلط بدمنا.. وأنفاسنا.. * قلنا للهمسة: من أين تأتين.. كيف تتكونين؟! ** قالت: لا أدري.. الذي أدريه أنني أسكن كل الأشياء المدهشة والجميلة.. أنا أسكن الشمس.. والنجمة.. وقلوب العصافير.. وأتوسد وجدان الأشواق في كل حين. اجيئ دائماً مع الهفهفة التي تحلق بعيداً ثم تأتي إلى الشواطئ تعلن حبها وولهها.. ولحظة انبثاق هتافها ووجدها * قلنا للهمسة: كيف تدخلين المسامات.. كيف تتوحدين مع الدم.. وتشاطرين النبض فرحه وهمومه؟! * قالت: أنا البدء.. لكل شيء جميل.. ولكل موال رائع.. ولكل هتاف موشوم بالأشواق.. أنا الهمسة.. حين أكون تحترف الأسماع كلها الصمت.. وتبقى شرنقة القناديل هي الاطلالة الأبقى.. والأبهى أنا الهمسة التي تهدي الأسماع أحلى الكلام.. والقلوب أحلى المشاعر.. وأنا التي أزف انبلاج الصباحات إلى ليل الانتظارات الطويل.. ولهذا فحين أجيئ تشرع الساحات أبوابها أمامي.. * قلنا للهمسة: وأنتِ تملكين كل هذا الحضور القوي.. كل هذا الدخول الخرافي إلى القلب والعقل والاحساس.. كيف تذبلين.. كيف تتحولين إلى ضوء خافت.. إلى أنين يشكو الوجع..؟! ** قالت: ما دخل الملل بيني وبين الأسماع إلا وتواريت.. الملل.. وحده.. حد السكين التي تقهر قدرتي على الركض.. فتذبحني حتى لا أدري ماذا أفعل.. ولا كيف أبقى.. * قلنا: لكن لماذا الملل؟! ** قالت الهمسة: لأن بعض الناس لا يطيقون الصبر.. يريدون الأشياء الجميلة.. ولكن يريدونها عابرة يكرهون أن تطول الأشياء حتى ولو كانت جميلة.. ولهذا يصيبهم الملل.. يفتشون على لحظة الخلاص.. كأن الذي يعيشونه ليس حلواً!! * قلنا للهمسة: ولكن هل تموتين تماماً.. تغيبين إلى غير رجعة؟! قالت: نعم.. فنهاية الملل.. هو التواري تماماً.. انني لا اعيش الا إذا وجدت الروح التي تمنحني الحياة.. عندما أجد ان الذي ينصت إلي قادر على ان يدخل بساتيني.. ويقطف ورودي.. ويستنشق عطري.. ويأنس الى بهائي.. * قلنا: وبعد التواري هل يمكن أن تعودين ثانية بكل الرواء..؟! ** قالت: أبداً.. لا استطيع.. قد أعود أجرجر ذيول محاولة فاشلة لكني لا أعود كما كنت.. ولا أعود كما يجب أن أكون.. أنا مثل الزجاج كسره لا يجبر.. فحين يهدني الملل.. والسأم.. والخصام.. أتحول إلى شتات لا يفلح في الثبات!! * قلنا: ومتى تفرحين؟! ** قالت: عندما أستطيع أن أوحد بين قلبين وأشعلهما ناراً وحنيناً. * قلنا: ومتى تفضين؟! ** قالت: عندما يحل الخصام.. فأضيع في لحظات الانفعال.. * قلنا: وأي الأشياء عندك أغلى؟! ** قالت: أن أتواصل.. وأتأمل.. وأصبح تاريخاً يمشي على قدمين!! * قلنا: وهاجسك الدائم؟! ** قالت: ألا يدخل / العزال / بيننا فهم يحيلون الرواء إلى عطش مرتعش.. * قلنا: وفي الختام.. ماذا تقولين أيتها الهمسة؟! ** قالت: لا تخافوا.. سأبقى أبداً ذلك الجسر الجميل الذي يوحد بين الأشواق.. فأغني للفجر.. وللحب.. وللناس!! قنديل اشقى ما في الحب أننا نمضي الى الزلزال باختيارنا ورضانا!! هتاف مازالت وسادة الأحلام هي الطريق الرحب للهروب من نار قسوة الواقع!! وقفة أعطني من الأمل.. حتى أرضى بالمزيد من العذابات!! في الصميم قال الشاعر: عايزنا نرجع زي زمان.. طب قول للزمان إرجع يا زمان وهات في قلب لا داب ولا حب ولا انجرح ولا شاف حرمان!! حكايات الهوى نامت!! نظمتكِ قصيدة شعر وقرأتها للعصافير والفراشات والأقمار حتى تغنيك.. حملتكِ على كفي حمامة بيضاء تستحم بشروق الشمس ليضيء قلبها بالحنان.. جعلتك هذا المدار الرحب للنجوم وهي تراكض نحو قمرها لتحرسه وتصنع له مهرجان الابتهاج.. صنعتك من هتاف قلبي وهو يحنو.. ليكون كما تريدين له ان يكون.. طيبة.. ونقاء.. أبداً .. كنت معكِ كظلكِ رغم كل المسافات ما التمع بريق عينيك إلا وكنت الفجر الذي تنظرين!! أشياء كثيرة.. تغيرت.. وتبدلت.. كبرت.. ربما شاخت ربما.. لكن هوانا ظل متألقا بهذا الوفاء..!! حكايات الهوى نامت.. اصبحت تحلم بالقادم دون جدوى.. إلا حكاياتنا فهي مازالت تنهض في صدر الايام تمنحها غدها الذي تنتظر.. أنا.. وأنت.. كل هذه الدنيا حين لا يبقى في القلوب الا نبض واحد.. هو نبضنا!! هات يديك نجدل لهذا الزمان العمر المديد.. نبثه نجوانا ليكون السعيد.. ولنكون له القلب والوريد!! وأضحك على الأيام قال الشاعر: الواحدة بعد الأخير العام.. كان البارحه واليوم عام غير قالت: صباح الخير في مكتبي كنت أتلف أوراق الغرام وأجمع قصاقيص الصور واقرأ ملفات الهوى.. سطر.. سطر.. وأضحك على الأيام