تشتكي معلمات المدارس الأهلية من ضآلة الرواتب التي يتقاضينها من ملاك المدارس الأهلية، ويرين أنها لاتتناسب مطلقا مع الجهود التي يبذلنها في المدارس الخاصة، معربات عن تذمرهن في الوقت نفسه، من عدم متابعة القرار الصادر بدعم صندوق الموارد البشرية لمعلمات المدارس الأهلية القاضي بألا تقل رواتبهن عن 3000 ريال. وذكرن في أحاديثهن ل«عكاظ»، أنهن يصرفن معظم الراتب على النقل، وباقي الراتب لايكفي المعلمة لآخر الشهر، مشيرات إلى أن رواتبهن المتدنية، أدت إلى حرمانهن من برنامج حافز كونهن موظفات، بينما العاطلة تستلم 2000 ريال وهي في منزلها مالم يتم تعيينها على وظيفة. واكدن بأن الكثير من ملاك المدارس الأهلية لم ينفذوا الأمر السامي، والقاضي بزيادة رواتبهن المتدنية رغم صراحته. الحاجة أجبرتني مريم جابر (معلمة في إحدى المدارس الأهلية في محافظة جدة) أوضحت أن حاجتها إلى الراتب هو مادفعها لقبول وظيفتها كمعلمة لغة عربية للمرحلة الثانوية. ثلثه للسائق تقول مريم: رغم ضغط المناهج، ومضاعفة الأنشطة، ظروفي الأسرية أجبرتني على تحمل معاناة العمل في المدارس الأهلية، براتب لا يزيد على 1500ريال، أدفع منها 500 ريال للنقل، وذلك بسبب عدم مقدرة والدي المسن على امتلاك سيارة خاصة، إذ أن راتبه التقاعدي، وما يتبقّى من راتبي الضئيل، لايكفيان مصاريف أسرتنا المكونة من سبعة أشخاص حتى نهاية الشهر، مطالبة التربية بالنظر في وضع معلمات الأهلية، وإلزام ملاك المدارس الأهلية برفع رواتبهن المتدنية. تسلط الأهلية إلى ذلك، قالت شروق الشهراني: إن العمل في المدارس الأهلية يساوي العمل في المدارس الحكومية، كما أن مؤهل معلمة الأهلية يماثل مؤهل معلمة الحكومية، ورغم ذلك تستلم معلمة التعليم العام، راتبا لا يقل عن 7500 ريال، بينما معلمة تستلم معلمة الأهلية راتبا لايتجاوز 1500 ريال، بفارق يصل إلى قرابة الستة آلاف ريال. وأضافت الشهراني: معلمة الأهلية مثلها مثل معلمة التعليم العام، لديها التزامات أسرية، ولاتوجد لها أي حماية في المدارس الأهلية: لا من تسلط الطالبات، ولا من إدارة المدارس الأهلية، لأن مالك المدرسة الأهلية، يهمه أن تبقى الطالبة في مدرسته، لتدفع له. نفذوا القرار وتساءلت سلمى العمري (معلمة) عن سبب عدم تنفيذ القرار القاضي بتقديم صندوق الموارد البشرية دعما ماليا لمعلمات المدارس الأهلية بواقع 1500 ريال، إضافة لراتب المدرسة الذي يقدر ب 1500 ريال، وبذلك يصبح راتب المعلمة 3000 آلاف ريال، مشيرة أنه على رغم أن مبلغ 3000 آلاف لم يعد راتبا كافيا في مثل هذه الأيام ،إلا أنه بلاشك أفضل من نصفه الذي نتقاضاه. ولم تخف هيفاء عقيلي، امتعاضها من انقطاع رواتب معلمات المدارس الأهلية خلال الإجازات، معتبرة ذلك أسوأ ما يعانينه معلمات المدارس الأهلية، مرجعة أسباب ذلك إلى كثرة الالتزامات التي يواجهنها خلال الإجازات من متطلبات ومصاريف أسرية. ترقب مخيف وعبرت سوزان هادي عن مخاوفها من الغموض الذي يكتنف مستقبلهن في التعليم الأهلي، من حيث عدم استقرار أوضاعهن الوظيفية، رغم كل هذه المعوقات التي تواجههن «نخشى أن يتم الإستغناء عنا مع بداية كل عام دراسي»، معربة عن أملها في إلزام المدارس الأهلية بالتعاقد مع المعلمة لمدة خمسة أعوام على الأقل، بدلا من ترك العقد قابلا للتجديد سنويا؛ لأن ذلك يجعلها وزميلاتها يعشن حالة من الترقب المخيف على مستقبلهن، والذي يخضع لمزاجية ومحسوبيات مجتمع المدارس الأهلية. من جهته، أوضح مدير الإعلام التربوي في تعليم عسير أحمد فرحان أن مسألة تدني رواتب معلمات المدارس الأهلية، ليست من اختصاص إدارات التعليم، مضيفا أن بإمكان المعلمات المتضررات اللجوء إلى مكتب العمل لإلزام ملاك المدارس الأهلية برفع رواتبهن المتدنية!! «عكاظ» بدورها أجرت عدة اتصالات بالمتحدث الرسمي لوزارة التربية محمد الدخيني، ولكنه لم يرد عليها.