القرآن منهج ودستور حياة، ولا يمكن تصور أي نهضة تربوية وتعليمية وسياسية ( شاملة وكاملة ومتوازنة ) بدون العودة الخالصة للقرآن الكريم .كل دولة وكل فكرة تستند لمنهج وتتكئ على مصدر: روسيا والصين وغيرهما المرجعية لهما الماركسية وأمريكا وأوروبا المرجعية لهما الرأسمالية ودولنا بكل أسف تارة مع الغرب وتارة مع الشرق لا تنتهج دستورا ينبثق من مرجعيتها ولا من هويتها .وهنا لا بد من العودة العاجلة للقرآن ليغير من واقعنا المر الأليم هذه العودة بقصد التغيير والتطوير لا بقصد التغني والترتيل وفقط . القرآن الكريم يحدث انقلابة إيجابية في حياة الفرد والأسرة والأمم فهو يتحرك مع محاور ثلاثة العقل والقلب والنفس . محور العقل: إذا أردنا تغييرا في السلوك لا بد أن نغير العقلية ونعدل المفاهيم فكان القرآن الكريم مخاطبا لعقل الإنسان أولا ليغير من المعتقدات المنحرفة والقناعات المهلكة، ويسلك القرآن مسالك شتى لكي تكون القناعات والمعتقدات الجديدة قائمة وثابتة في اللاشعور؛ لأنه هو المحرك للسلوكيات بنسبة 60 % وكان ذلك عن طريق 1 الاقتناع :وهي الخطوة الأولى والمهمة بمنهجية التغيير في العقل والآيات كثيرة ومتناثرة في سور القرآن التي تدعو للتفكر والتعقل والنظر آيات تدعو إلى النظر 129 آية آيات تدعو إلى التبصر 148 آية آيات تدعو إلى التدبر أربع آيات آيات تدعو إلى التفكر 16 آية آيات تدعو إلى الاعتبار سبع آيات آيات تدعو إلى التفقه 20 آية آيات تدعو إلى التذكر 269 آية مثال {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين} 2 التكرار:بعد الاقتناع يأتي دور التكرار لتستقر الفكرة والمعتقد الجديد المتغير بالعقل الباطني، وتصبح جزءا من اللاشعور فتترجم لواقع حياة ومن الموضوعات المكررة حقيقة الوجود، حقيقة الحياة، قصص السابقين. وللحديث بقية.. القرآن والقلب. * مستشار أسري [email protected]