تترقب الأوساط العربية التقرير الذي سيقدمه رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا إلى الجامعة العربية، سواء خلال لقائه الأمين العام للجامعه أو خلال الاجتماع المخصص من جانب اللجنة الوزارية لهذا الغرض بعد غد (السبت). ورأت مصادر رفيعة عربية في القاهرة، أنه لم يعد هناك بديل للخروج من نفق هذه الأزمة السورية سوى أحد احتمالين: إما جراحة عاجلة من داخل الجيش السوري لإنقاذ هذا البلد العربي، أو يكون البديل هو حرب أهلية طاحنة. المصادر أكدت، أن الأزمة والوضع في سوريا يزداد تعقيدا يوما بعد يوم من جراء استمرار الطاحونة وآلة القتل، واعتبرت أنها عكست فشل الرهان على خيار إنهاء مسلسل القتل وإراقة الدماء، ومن ثم الحل السلمي إذ أصبح السيناريو الدائر على الأراضي السورية مفاده أنه لا أحد يعرف على وجه اليقين من يقتل من؟ ومن يطلق الرصاص على من؟ لكن المحصلة هي عشرات الضحايا يوميا من الجثث، بالإضافة إلى أضعافهم من الجرحى. وأعربت المصادر عن خوفها من الفوضى التي تتهدد سوريا، جراء عدم وجود بديل من قوى المعارضة للنظام الحالي إذا ما سقط في أي لحظة بسبب حالة الانقسام والتشتت التي تدب في أوساط هذه المعارضة وتباين انتماءاتها وأجنداتها بل وولاءاتها. واعتبرت المصادر أن الحل الأمثل لدى الجيش أن يقدم على هذه الجراحة (التي تبدو صعبة ومريرة) وأن يرتقي قادته إلى مستوى هذه المسؤولية التاريخية، دون اعتبار للولاء، للنظام أو رئيسه، وأن يكون ولاءهم في هذه اللحظة الفارقة لسوريا. من جهته، رفض الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أمس، الدعوات التي تطالب بسحب فريق المراقبين العرب. وقال العربي فى تصريحات صحفية: لدينا مهمة وملتزمون بها أمام الحكومة السورية وتستمر لمدة شهر. وفي هذا الشهر هناك أمور كثيرة ستحقق، لكن حتى الآن نريد تقييم الموقف. وأوضح أنه لم يتلق بعد تقريرا من رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد أحمد الدابي يتضمن تقييمه للأوضاع. وقررت الجامعة العربية تأجيل الاجتماع العاجل للجنة الوزارية العربية المكلفة بمتابعة الأزمة السورية من بعد غد (السبت) إلى الأحد المقبل. وأوضح نائب الأمين العام السفير أحمد بن حلي أن الاجتماع سيناقش التقرير الأولي التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين حول أهم ما تم رصده على أرض الواقع بعد أكثر من أسبوع على على عمل البعثة. ميدانيا أفاد نشطاء سوريون أمس أن قوات الأمن ما زالت تحتفظ بعربات مدرعة في شوارع مدن سورية في حالة تأهب للتعامل مع المحتجين حتى بعد أن أعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب هذه المدرعات. وذكرت جماعات معارضة في مدن إدلب في الشمال وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب، أن الجيش أخفى المدرعات واستبدل الدبابات بعربات مصفحة زرقاء اللون، تابعة للشرطة. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الإفراج عن المحتجزين لم يتم وأن الوجود العسكري في الشوارع ما زال قائما، موضحا أن دبابات الجيش استبدلت وحل مكانها عربات مصفحة ناقلة للجنود تابعة للشرطة ما زالت قادرة على إطلاق النار من أسلحة رشاشة. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على الإنترنت عربات مدرعة مختبئة خلف حواجز ترابية مرتفعة. من جهته، أعلن العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر، المكون من عسكريين منشقين أمس، أن قواته تخطط لبدء عمليات ضخمة هذا الأسبوع ضد مصالح حيوية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن الأخير سيجبر على التنحّي بواسطة السلاح. وقال الأسعد في حديث إلى شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية من تركيا «لقد جهزنا أنفسنا لهذه المرحلة. لا نستطيع الإطاحة به (بشار الأسد) عن طريق التظاهرات السلمية، لذلك سوف نجبره على التنحي بواسطة السلاح». ووصف الأسعد بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية ب «المهزلة»، قائلا: لا نعتقد أنها مفيدة، هم يقومون بتغطية النظام ومنع أي تدخل دولي لمساعدة الشعب السوري، داعيا المجتمع الدولي إلى تقديم المال والسلاح. وأضاف «سنواصل القتال حتى نسقط النظام.. هذا الأسبوع سوف يشهد العالم على عمليات ضخمة في جميع أنحاء البلاد ضد جميع مصالح الجيش النظام والمواقع الحيوية».