رفضت سوريا أمس الثلاثاء، دعوات أطلقتها قطر بشأن إرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف أعمال العنف في هذا البلد، معتبرة أن ذلك يفتح الباب أمام التدخل الخارجي في الشؤون السورية. وقبل ذلك بساعات، رفضت إيران أيضا تلك الدعوات، زاعمة على لسان المتحدث باسم خارجيتها رامين مهمن بارست أن الوضع في سوريا يتجه نحو الحل، معتبرة تنفيذ ذلك بأنه يعقد الوضع. واصفة الاتهامات الفرنسية حول تزويد سوريا بالاسلحة إنها «لا تستند الى دليل ولا اساس لها». يأتي ذلك، فيما اعتبرت مصادر في الجامعة العربية الدعوات المطالبة بإرسال قوات عربية إلى سوريا بأنها اجتهادات شخصية، وأن الجهة الوحيدة التي تملك اتخاذ مثل هذا القرار هو المجلس الوزاري لجامعة العربية، والذي قالت إنه سيناقش الأحد المقبل تلك الدعوة، إضافة إلى ما توصي به اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية. من جهته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي امس أن الأوضاع في سورية «تتعقد».وقال العربي، في تصريحات لدى عودته إلى القاهرة قادما من زيارة للبحرين وسلطنة عمان ، إن «الصورة تتعقد والهدف الأساسي لآلية المراقبين هو أن تكون الأمور هادئة ، وأن اللجنة العربية المعنية بالوضع في سوريا ستجتمع السبت القادم لتقرير الخطوات التالية في المستقبل في ضوء التقرير الذي سيقدمه الفريق الأول محمد مصطفى الدابي رئيس البعثة». من جهته حث قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد العالم امس على حماية المدنيين في سوريا قائلا إن بعثة المراقبين العرب لم تتمكن من الحد من القمع الذي يمارسه الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين الذين يطالبون بإنهاء حكمه منذ عشرة أشهر. ودعا الأسعد المقيم في تركيا إلى تدخل دولي بدلا من بعثة المراقبين العرب التي لم يتبق على مهمتها سوى أيام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حصيلة القتلى برصاص الجيش السورى بلغت امس 30 بينهم ثمانية لقوا حتفهم عندما انفجرت قنبلة في حافلة صغيرة على الطريق بين حلب وإدلب.وفي حمص قال نشطاء إن دبابات أطلقت النار على منطقة الخالدية بعد تجمع مناهض للأسد اثناء الليل. وأظهرت لقطات وضعت على موقع يوتيوب حشدا يرقص ويرفع الأعلام السورية القديمة التي كانت تستخدم قبل وصول حزب البعث الى السلطة عام 1963.كما تحدث نشطاء عن قتال بين قوات معارضة وقوات حكومية حاولت دخول الخالدية وهو الحي الذي يضم رجال قبائل من السنة ويقع بجوار حي النزهة العلوي. وذكر نشطاء أن الدبابات كانت تطلق النار بشكل عشوائي على بلدة الزبداني التي يسيطر عليها المعارضون قرب الحدود اللبنانية والتي تتعرض لهجوم منذ يوم الجمعة. وأضافوا أن عددا من الجنود الذين حاولوا الانشقاق والانضمام إلى المعارضة قتلوا. الى ذلك قال مصدر عربي امس الثلاثاء إن سوريا لن تعترض على تمديد مهمة المراقبة التي تقوم بها الجامعة العربية للتحقق من تنفيذها لمبادرة السلام العربية لكنها لن تقبل توسيع نطاق تفويضها. وينتهي تفويض بعثة المراقبة يوم الخميس ومن المنتظر ان يبحث وزراء الخارجية العرب مستقبلها في اجتماع يوم 22 يناير كانون الثاني.