تترقب الأوساط العربية التقرير الذي سيقدمه رئيس بعثة المراقبين العرب في سوريا إلى الجامعة العربية، سواء خلال لقائه الأمين العام للجامعه أو خلال الاجتماع المخصص من جانب اللجنة الوزارية لهذا الغرض بعد غد (السبت). ورأت مصادر رفيعة عربية في القاهرة، أنه لم يعد هناك بديل للخروج من نفق هذه الأزمة السورية سوى أحد احتمالين: إما جراحة عاجلة من داخل الجيش السوري لإنقاذ هذا البلد العربي، أو يكون البديل هو حرب أهلية طاحنة. المصادر أكدت، أن الأزمة والوضع في سوريا يزداد تعقيدا يوما بعد يوم من جراء استمرار الطاحونة وآلة القتل، واعتبرت أنها عكست فشل الرهان على خيار إنهاء مسلسل القتل وإراقة الدماء، ومن ثم الحل السلمي إذ أصبح السيناريو الدائر على الأراضي السورية مفاده أنه لا أحد يعرف على وجه اليقين من يقتل من؟ ومن يطلق الرصاص على من؟ لكن المحصلة هي عشرات الضحايا يوميا من الجثث، بالإضافة إلى أضعافهم من الجرحى. وأعربت المصادر عن خوفها من الفوضى التي تتهدد سوريا، جراء عدم وجود بديل من قوى المعارضة للنظام الحالي إذا ما سقط في أي لحظة بسبب حالة الانقسام والتشتت التي تدب في أوساط هذه المعارضة وتباين انتماءاتها وأجنداتها بل وولاءاتها. واعتبرت المصادر أن الحل الأمثل لدى الجيش أن يقدم على هذه الجراحة (التي تبدو صعبة ومريرة) وأن يرتقي قادته إلى مستوى هذه المسؤولية التاريخية، دون اعتبار للولاء، للنظام أو رئيسه، وأن يكون ولاءهم في هذه اللحظة الفارقة لسوريا الشعب والأرض والمستقبل بل والمصير، فيما شددت على أن الأسد لن يتنازل عن الحكم طواعية أو بمحض إرادته، وسيظل يراهن حتى الرمق الأخير بقدرته على إجهاض الثورة، والاستمرار بالسلطة بموجب حل سياسي أو تسوية (هشة). من جهة أخرى، أكد السفير عدنان الخضير مساعد الأمين العام للجامعة ورئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا أن مهمة البعثة واضحة ومحددة سلفا وفقا للبروتوكول الموقع بين الجامعة والحكومة السورية. وأشار السفير الخضير إلى أن تنفيذ كافة بنود البروتوكول تمثل التحدي الأكبر الذي يواجه بعثة المراقبين، وخصوصا فيما يتعلق بحماية المدنيين من أبناء الشعب السوري. وقال الخضير: «إنه بنهاية الأسبوع الجاري سوف يصل أكثر من 50 مراقبا إضافيا، للانضمام لبعثة المراقبين المتواجدة في سوريا، بما يسهم في توسيع نطاق عمل بعثة المراقبين في المدن والمحافظات السورية المختلفة.