•• هناك مشكلة حقيقية في العلاقات العربية العربية في الماضي.. وتلك هي.. إن «ترمومتر» هذه العلاقات كانت تعتمد اعتمادا كليا على اجتهادات بعض القادة الذين غادروا مواقعهم.. بل غادروا الحياة في مشاهد مأساوية ما كان يمكن أن تحدث لو أن الأمور في بلدانهم خضعت لحكم العقل.. أو ارتهنت لمصلحة أوطانهم العليا.. أو للمصلحة القومية أيضا.. •• ولأننا تعلمنا أن نذكر موتانا بالخير.. فإن الحديث عن تلك الممارسات لا داعي له الآن، وإن كان هناك ما دفعنا إليه دفعا.. •• وكما نعرف جميعا.. فإن العلاقات السعودية الليبية ظلت ولفترة طويلة تراوح مكانها بين «متوترة» و «فاترة»، بسبب تلك العواصف والأجواء غير الصافية التي مرت بها.. شأنها في ذلك شأن علاقات ليبيا مع جميع الدول العربية دون استثناء.. وكذلك مع العديد من دول العالم الأخرى.. •• لكن مرحلة التغيير التي تمر بها ليبيا الآن.. وضعت في أولوياتها مسألة إعادة ترميم هذه العلاقات مع الأشقاء قبل الأصدقاء.. •• وفي هذا الإطار يجيء الاتفاق الآن بين المملكة وليبيا على إعادة هذه العلاقات إلى وضعها الطبيعي .. لأن قدر كل منا هو الوقوف إلى جانب الآخر.. •• وقد يسأل سائل.. ولماذا تأخرت الخطوة هذه بيننا وبين إخواننا الليبيين.. والجواب في تصوري هو: إن المملكة كانت ومنذ اللحظة الأولى التي قرر فيها الشعب الليبي أن يتحرك.. وقفت تراقب تلك الأحداث وتتعامل معها بكل هدوء وبعيدا عن التدخل.. أو الانغماس.. أو التشفي.. أو التأجيج، لأنها دولة قيم ومبادئ.. ولأن كل ما كان يهمها هو أن لا يدفع الشعب الليبي ثمنا غاليا وعاليا للتغيير.. •• لكنه وعندما حانت اللحظة المناسبة فإن هذه البلاد لم تتردد في مد اليد لشعب عربي أصيل.. هو الشعب الليبي الذي عانى كثيرا، وجاء الوقت الذي يفرح فيه بإنجازه ويجد إخوانه الخلص والأوفياء إلى جانبه بالغالي والرخيص.. وبالدعم اللا محدود.. •• وليس لدي في هذا المقام ما أقوله إلا تذكر زيارتي الوحيدة التي قمت بها للشقيقة ليبيا قبل أحد عشر عاما.. والتي التقيت فيها بالعقيد الراحل معمر القذافي.. ولم أصدق وزميلي، الذي رافقني في هذه الرحلة الخطرة «هاشم الجحدلي»، أننا عدنا إلى بلادنا سالمين ولم نذهب كما ذهب موسى الصدر وآلاف غيره والحمد لله. ضمير مستتر: •• القلوب النظيفة تظل مشرعة للكل.. متى صفت النوايا وصدقت. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة