أكد ل «عكاظ» صاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله رئيس هيئة الطيران المدني، أن المرحلة القادمة، ستشهد نقلة نوعية وتغيرا، يتمثل في تنفيذ عدد من المشاريع التطويرية الجديدة لبعض مطارات المملكة، حتى تكون قادرة على إستيعاب نمو الحركة الجوية، وحركة المسافرين في المستقبل، مع الإهتمام بتجويد ورفع مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين . وتشير إحصائيات الهيئة (حصلت عكاظ علي نسخة منها) إلى أن مؤشر النمو السنوي للمسافرين عبر مطارات المملكة قد بلغ 8.5%، وزاد حجم الشحن الجوي بنسبة 7% فيما زاد عدد الرحلات بنسبة 4.5 %، ما دعا الهيئة إلى مواجهة هذا النمو المتزايد من المسافرين، بطرح مشاريع جديدة، تمثلت في إنشاء وتطوير جذري لمطارات جديدة كليا، تعد أنموذجا للجيل الجديد من المطارات،التي تحتوي على أحدث المواصفات في بنائها، مشتملة على مرافق تلبي إحتياجات المسافرين، ورواد المطار، وتوفر الجسور المتحركة التي تنقل الركاب من الصالة إلى الطائرة مباشرة. ونفذت الهيئة العامة للطيران المدني المخطط العام لبعض مطارات المملكة الداخلية، ما يعطي رؤية مستقبلية عن مدى حجم الحركة الجوية، وحركة المسافرين في تلك المطارات، على مدى الثلاثين عاما القادمة، وتتضمن تلك المخططات تصورا لتصاميم المطارات المستقبلية من حيث السعة، واستيعابها لحجم الحركة الجوية المستقبلية، مما يسهل على المختصين والمخططين، تشييد تلك المطارات برؤية واضحة وفق متطلبات المرحلة، وبما يتواكب مع النمو الإقتصادي والإجتماعي الذي تشهده مناطق المملكة، وكذا مواجهة الطلب على الرحلات الجوية بين مدن المملكة. المرحلة الاولى وفي إطار برنامج تحديث وإنشاء مطارات المملكة الذي تقوم بتنفيذه الهيئة، سيبدأ العام القادم مشروع المرحلة الأولى من تطوير مطار الملك خالد الدولي في الرياض، بعد أن تم الإتفاق مؤخرا على ذلك مع وزارة المالية. كذلك يعتبر مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز في تبوك، واحدا من مطارات الجيل الجديد، الذي انضم خلال منتصف العام الماضي إلى منظومة المطارات الجديدة، والذي بني برؤية عصرية تتلاءم مع متطلبات المسافرين، بما يضمه من مرافق خدمية، كما تم تشغيله كمطار إقليمي / دولي ليخدم المناطق المجاورة له حيث تنطلق منه أسبوعيا حوالي (7) رحلات دولية. ولقد شيدت مباني ومرافق المطار على مساحة إجمالية قدرها 675 ألف متر، وتستوعب ساحة وقوف الطائرات الحجم الكبير من طراز (B-747) (A-300) ( ( A777 ) وكذلك الطائرات المتوسطة الحجم من نوع (MD90)،كما يضم المطار ساحة أخرى لوقوف الطائرات أمام صالة كبار الزوار، تستوعب طائرات كبيرة من نوع جامبو وإيرباص، وتبلغ الطاقة الإستيعابية لمطار الأمير سلطان في تبوك 1.3 مليون راكب سنويا . مطار الملك عبدالله وفي الإطار نفسه، تجري الهيئة حاليا دراسة المخطط العام لمشروع مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز في جازان، وتصل مدة التنفيذ إلى 18 شهرا، وهناك سلسلة من المشاريع التطويرية التي ستشهدها مطارات المملكة خلال السنوات المقبلة، منها مطار القصيم ومطار أبها ومطار القريات وغيرها من المشاريع التحسينية لبعض المطارات . محافظة العلا وقبل شهرين، أطلت محافظة العلا بتاريخها الحضاري القديم، وإطلالاتها الأثرية على العالم الخارجي من خلال نافذة مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز الذي تم تشغيله يوم الأثنين الموافق 4/12/1432ه، ليستقبل أول رحلة حطت على أرض المطار قادمة من مطار الملك خالد في الرياض, وعلى متنها أكثر من 66 راكب، إيذانا بتشغيل المطار بمعدل رحلتين أسبوعيا قادمتين من مدينة الرياض، حيث يأتي تشغيل المطار، ضمن منظومة مطارات الجيل الجديد التي شرعت الهيئة في إنشائها وتحديثها وتطويرها مؤخرا. وقد صمم المطار ليستوعب 100 ألف راكب سنويا، بواقع أربع رحلات يوميا، وتبلغ مساحته الإجمالية 13,750 مليون متر مربع، ويقع على بعد 25كلم جنوب شرق محافظة العلا، على طريق المدينة السريع، ويبعد 50 كلم من آثار مدائن صالح، وجاء اختيار الموقع ليخدم مدينة العلا والمحافظات المجاورة لها على قطر يصل إلى 250 كلم، وينتظر أن تكون مساهمته فاعلة في دعم القطاع السياحي خصوصا بعد اختيار مدائن صالح من ضمن قائمة التراث العالمي من قبل لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو. وفي الجانب الإنشائي تم تجهيز صالة السفر الرئيسية في مطار الأمير عبد المجيد بن عبدالعزيز على مساحة 3700م2، ومبنى الإطفاء والإنقاذ ومبنى للحراسات على مساحة 564م 2، ومبنى للخدمات بمساحة 1028م2، بالاضافة إلى عدد من مرافق الخدمات المساندة، وتنفيذ شبكة من الطرق الداخلية و 514 موقفاً للسيارات . ويبلغ طول المدرج الرئيسي للمطار 3050متراً، وعرض 60متراً، وتشييد ساحة لوقوف الطائرات بمساحة 16800 م2 تتسع ل 3 طائرات من حجم 90MD في وقت واحد، أو طائرة بحجم ال90MD وأخرى بحجم 400-747-B. مطار نجران وفي منطقة نجران، بدأت الهيئة العامة للطيران المدني، وخلال الربع الأخير من العام الماضي، تشغيل مطار نجران الجديد، بعد أن تم نقل الحركة الجوية إلى مبانيه ومرافقه الحديثة، التي تضم صالات سفر جديدة، وبرجا للمراقبة ومبنى للخدمات وعدد آخر من المباني الفنية والإدارية المساندة، حيث وصلت أول رحلة تقل على متنها عددا من المسافرين قادمة من مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة إيذانا بتشغيل ونقل الحركة الجوية إلى المطار بمبانيه الجديدة. ويعتبر مطار نجران الجديد واحدا من المطارات التي تعتمد في تصاميمها على توفير كافة سبل الراحة للمسافرين، بتوفر عدد من الجسور المؤدية إلى الطائرة مباشرة، وبتوفر المرافق المساندة والتجارية، حيث أخذ في الحسبان عند تشييد مباني المطار الزيادة المضطردة في أعداد المسافرين بين مدن المملكة، إضافة إلى تهيئة بعض المطارات الإقليمية، ومنها مطار نجران لمرحلة التشغيل الدولي، لتصل إلى المطارات الدولية في الدول المجاورة. ويأتي مطار نجران بتصميمه الجديد، إمتداداً لبرامج تحديث البنى التحتية لمطارات المملكة الدولية والداخلية، والتي تأتي إنسجاما ومواكبا للتطورات السريعة التي تشهدها صناعة النقل الجوي، واستعدادا لمواجهة النمو في حركة المسافرين والحركة الجوية. ويعد المطار بإطلالته العصرية، إضافة جديدة إلى شبكة مطارات المملكة الحديثة، لينضم إلى سلسلة المطارات التي تم إنشاؤها حديثا، مثل مطارات الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز الإقليمي في ينبع، ومطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز الإقليمي في تبوك، ومطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز في العلا، ومطار بيشة، وغيرها من المطارات الجاري تحديثها لتتلاءم مع المرحلة المقبلة، والتي ستسهم في اإستيعاب الزيادة المضطردة في إعداد المسافرين بين مدن المملكة. وقد روعي عند تصميم وإنشاء مطار نجران، أن يستقبل الطائرات ذات الحجم العريض، إلى جانب إمكانية تسيير الرحلات الدولية من وإلى مطارات الدول المجاورة بطاقة إستيعابية سنوية، تقدر بنحو مليون و 400 ألف مسافر سنويا وبمعدل 15,000 رحلة جوية. ويضم مبنى المطار صالة ركاب جديدة بمساحة (13000) متر مربع، ويتكون من طابقين وساحة أمامية تتسع لوقوف ست طائرات، أما الطابق الأرضي، فيقع على مساحة (6886) متراً مربعاً، ويشمل صالات المغادرة والقدوم الداخلية والدولية ومكاتب الخدمات والإدارة ومصلى وكافتيريا ومحلات تجارية، ويشغل الطابق الأول مساحة (6000) متراً مربعاً، ويتكون من 3 جسور لصعود الطائرات وصالات المغادرة الداخلية والدولية وقاعات ركاب الدرجة الأولى وانتظار النساء ومصلى وكافتيريا ومحلات تجارية، فيما تحتوي صالات السفر على منطقة ترفيهية في صالات المغادرة الداخلية والدولية خاصة بالأطفال، تضم بعض الأجهزة والمواد الترفيهية الخاصة بهم. وقد اشتملت مباني المطار الجديدة على مبنى الشحن الجوي، ومبنى صالة كبار الشخصيات، ومبنى جديد للخدمات المساندة، ويتكون من طابق واحد بمساحة 1152 متراً مربعاً، ويحتوي على عدد (4) من محولات الجهد، وعدد (4) من مولدات الطاقة الكهربائية، تكفي تغذية المشروع بصورة شاملة وكافية في حالة إنقطاع التيار، كما تغذي منطقة أجهزة وآليات التكييف، ومبنى برج المراقبة ويتكون من أربعة طوابق بمساحة 530 متراً مربعاً، بارتفاع 22 متراً، وكابينة مراقبة الهبوط والإقلاع والخدمات الخاصة بالملاحة الجوية، وصالة التحكم في حالات الطوارئ، ومبنى الإدارة، ويتكون من طابق واحد بمساحة 1000 متر مربع تشغله مكاتب الإدارات الحكومية و إدارة المطار، ومباني لمحطات الطاقة الفرعية، ويتكون من طابق واحد بمساحة 186 متراً مربعاً للمبنى الواحد، ويحتوي على محولات كهربائية و ثلاثة خزانات للمياه ومحطة معالجة الصرف الصحي، وهي محطة معالجة ثلاثية صديقة للبيئة تتكون من ثلاثة خزانات ومحطة رفع وثالثة لتحليل وتأمين معالجة مياه الصرف، وإعادة استخدامها في ري النباتات والأشجار، و مبنى الإطفاء، الذي تمت إعادة بنائه وتطويره ويحوي على طابق واحد بمساحة 1750 متراً مربعاً, وبرج مراقبة تابع للمبنى بمساحة 70 م2، ومواقف للسيارات أمام مبنى صالة الركاب الجديد لعدد (651) سيارة, وبوابة رئيسية للمطار. تشغيل المطارات من جانب آخر، سمحت الهيئة مؤخرا لعدد من شركات الطيران الأجنبية بالتشغيل إلى مطارات المملكة الداخلية مثل (القصيم - ينبع - أبها - تبوك - الطائف)، وذلك بعد أن طورت استراتيجيتها لتوفير خدمات نقل جوي دولي لتلك المطارات الداخلية للتسهيل على المسافرين من المواطنين والمقيمين دون الحاجة إلى سفرهم عبر المطارات الدولية،حيث سيخفف هذا الإجراء العبء عن المطارات الدولية وقد لاقت هذه الخطوة إستحسانا كبيرا لدى جمهور المسافرين في هذه المناطق، حرصا من الهيئة على تنويع الرحلات من هذه المطارات، ليصبح إجمالي الرحلات الدولية التي تنطلق من المطارات الداخلية (112) رحلة دولية أسبوعيا.